بقلم : أمينة خيري
تظل شركة «مصر للطيران» منذ تأسست فى عام ١٩٣٢ نموذجا للشركة الوطنية التى يفخر بها شعبها. تجربة سيئة هنا، أو مراحل تعثر هناك لأسباب اقتصادية أو انعكاسا لمجريات سياسية أمر طبيعى، لكن العبرة بالبقاء.
مصر للطيران أول شركة طيران فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وسابع شركة فى العالم تنضم إلى اتحاد النقل الجوى الدولى «إياتا»، مرت وستمر، كأى كيان أصيل كبير، بالعديد من مراحل التطور والنمو.
هذه المراحل، ومنها عمليات وإجراءات التحديث والتطوير، ومواكبة متطلبات صناعة النقل الجوى والخدمات المتصلة بها، لا تستوى بدون العنصر البشرى.
ولأن أى شركة طيران وطنية هى النافذة الأولى التى يطل عبرها المسافر والزائر إلى دولة وثقافة وشعب يسافر إليها، سواء للمرة الأولى أو يعود إليها مرارا وتكرارا، فتصبح تذكرته على متن هذه الرحلة أو تلك بمثابة الخطوات الأولى التى يخطوها فى رحلته، فإنها تترك إما انطباعا جيدا، أو العكس. وكم من دول جميلة تستحق الزيارة وتفاخر بما لديها من عناصر جذب، لكنها تفقد جاذبيتها بسبب خبرة سيئة أو معاملة غير لائقة أو وجه عبوس على متن رحلة طيران، أو ضابط جوازات، أو موظف جمارك، أو عامل حمام.
تبدو هذه الانطباعات الأولية البشرية أمورا بسيطة أو تافهة، مقارنة بعناصر الجذب العظيمة والإبهار الرهيبة فى الدول، لكن الحقيقة أن المسافر الذى تخسره فى خطواته الأولى صوب بلد ما بسبب سوء معاملة أو تعالٍ أو وجه عبوس على متن الرحلة، هى خسارة دائمة، لا للمسافر وحده، بل لمحيطه الأسرى والاجتماعى كله.
ولهذا، وجدت أن الإشارة والإشادة بالعناصر البشرية- التى يمثل أداؤها المحترف واجهة الشركة والتى لا تترك انطباعا جيدا حول الشركة التى تنتمى إليها فقط، بل تقدم للزائر توليفة كاملة اسمها «روشتة الجذب السياحى» كما ينبغى أن تكون- واجب مستحق.
أسمع البعض يهمس بأن واجب طواقم الطيران والضيافة فى أى شركة طيران أن تؤدى عملها باحتراف ومهنية، وهذا صحيح، لكن أسأل المسافرين الدائمين على متن شركات طيران من مشارق الأرض ومغاربها: كم مرة ركبت طائرة مبهرة وانتابك شعور ثقيل بعد الراحة بسبب معاملة طاقم الضيافة غير اللائق أو السخيف أو العبوس والذى يصعب ترجمته إلى شكوى؟.
لذلك أقول إن رحلة مصر للطيران MS ٧٧٨ العائدة من لندن إلى القاهرة مساء السبت الماضى كانت نموذجا لما أقصده من قدرة العنصر البشرى على صناعة أو كسر سمعة ومكانة دولة وشعب ما. طاقم الضيافة الذى تعامل مع كل من الركاب الزائد عددهم على ٣٠٠ شخص من شتى جنسيات العالم بابتسامة ومودة ومهنية خير من يمثل مصر، وهو ما أجمع عليه ركاب تبادلت معهم الحديث. أقول للطاقم شكرا من القلب، وهم مع حفظ الألقاب: أحمد سلامة ومى لبيب ومحمود شعير وأحمد متولى وأحمد ربيع ورانيا صبرى ورشا سامى ومها ضياء وبسمة محسن ومريان سعد ورنا طارق.