الشهور القبطية

الشهور القبطية!

الشهور القبطية!

 العرب اليوم -

الشهور القبطية

بقلم : محمد أمين

كنت في الأقصر في زيارة لبعض المناطق السياحية في البر الغربى.. وفوجئت بأن اثنين من الفلاحين يتحدثان عن حرارة الطقس.. وقال أحدهما: الليلة يتغير الطقس وتنكسر درجة الحرارة.. ولم أشارك في الحوار ولم اسأل: ومن أين عرفت بهذه الدقة؟.. لكننى انتظرت حتى اليوم التالى، والتقيت الرجل من جديد لأسأله: كيف عرفت هذا؟.. قال: إنها الشهور القبطية التي تحدد كل شىء بدقة شديدة.. كما تشاهد شروق الشمس في يوم محدد على وجه رمسيس الثانى!.

وهكذا تعلمت من رجل بسيط أن الشهور المصرية القبطية هي أدق الشهور بالنسبة لمعرفة الطقس، وهم يقولون إن شهرى بؤونة وأبيب جمر من النار.. والفلاحون في بلدى يطلقون على شهر أبيب أبواللهاليب.. وقد عشنا هذه اللهاليب هذا العام.. وعرفنا بؤونة وأبيب.. وأمس كانت نهاية أبيب لتنكسر الحرارة وتنخفض بمعدلات واضحة، ونعود لنشم نسيم الربيع ونخفف من استخدام المراوح والتكييفات.. ولو أن الحكومة تعرف ذلك ربما عادت من جديد إلى الشهور القبطية التي نكتبها على ترويسة الصحف وننقلها دون أن نعى دلالاتها!.

هناك فوارق كبيرة بين التقويمين الميلادى والقبطى، فالتقويم الميلادى الذي بدأ مع ولادة سيدنا عيسى عليه السلام، يعتمد على دوران الأرض حول الشمس بصورة سنوية.. أما التقويم القبطى فهو تقويم نجمى، يتبع دورة نجم الشعرى اليمانية، وتسير عليه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ويُستفاد منه في أمور كثيرة معظمها خاص بالزراعة، وأشهرها طوبة وأمشير وكيهك.. واليوم نحن في بداية مسرى آخر شهور السنة القبطية، وفيه أول صوم العذراء وعيد التجلى!.

يذكر أن أصل هذا التقويم يعود إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرا وكل شهر فيه 30 يوما، يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسىء، كما يضاف في السنة الرابعة يوما إلى أيام النسىء، فتصبح 6 أيام بدلا من خمسة!.

هؤلاء هم أجدادنا الذين علموا العالم توقيتات الزراعة ومواعيدها وظروف الطقس ومناسبة كل موسم لزراعة نوع معين من الزراعة.. يعرفون متى يزرعون البرسيم والقمح، ومتى يزرعون القطن.. فكل فترة زمنية تناسب زراعة بعينها وهى التي تصلح لها.. وهى مواعيد يعرفها الصعايدة والفلاحون ويعرفون الشتوية والصيفية.. متى يتخففون من الملابس ومتى يرتدون الملابس الشتوية، بالوعى والعلم معًا أفضل من كل المتعلمين في الجامعات!.

لم اتعلم الشهور القبطية في المدارس ولكننى تعلمتها بالمعايشة في الريف، وعرفت أشهرها طوبة وأمشير.. لأنهما يتعلقان ببرودة الطقس، وتعلمت بؤونة وأبيب لارتباطها بالحصاد والدريس.. وأصبحت لا أذهب إلى الريف في شهور الحر المرتبطة بالحصاد.. وها أنا أطلب من الجميع أن يعرف الشهور القبطية لا ليهرب من بعضها ولكن ليتعلم كيف اخترعنا الزراعة وحددنا يوم تعامد الشمس على وجه الملك الذهبى!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهور القبطية الشهور القبطية



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab