الكاتب محمد الحِيوان

الكاتب محمد الحِيوان

الكاتب محمد الحِيوان

 العرب اليوم -

الكاتب محمد الحِيوان

بقلم : محمد أمين

أعتقد أننى كنت محظوظًا بوجودى في صحيفة «الوفد».. فقد عملت بجوار أساتذة كبار أمثال مصطفى شردى وجمال بدوى وعباس الطرابيلى ومحمد الحِيوان.. وكان الأستاذ «الحيوان» قد جاء إلى الوفد بعد انتهاء فترة عمله في صحيفة الجمهورية وخروجه إلى المعاش، ولم يتم التجديد له، فاختصه فؤاد باشا بالكتابة في الصفحة الأخيرة، كما كان يكتب في الجمهورية.. وهذا لون من الكتابة كان الأقرب لقلبى ونفسى في الأفكار وطريقة الكتابة.. كان ليبراليا بلا حدود.. وكان يدعم الوفد في كل مراحله، فرد له الباشا هذا الجميل وهذا التقدير بالكتابة في صحيفة الوفد، حيث كانت الأكثر تأثيرًا والأكثر توزيعًا، فلم يخسر «الحيوان» شيئًا!.

وتعرف الكاتب الكبير على شباب الوفد، في وقت قصير جدًا واحتضن منهم من أحس فيه موهبة.. وكان يتبادل معهم قراءة المقالات والسجائر.. وكان بسيطًا للغاية مثل كل الشراقوة، وكان يفخر أنه فلاح.. وذات مرة سألنى: محمد، كنت عاوز تبقى إيه لو لم تكن صحفيًا؟.. ودون تردد قلت: فلاح!.

كنت أضيق أحيانًا بالوسط الصحفى وما يحدث فيه من مكائد واشتباكات، مع أننى لم أكن أعرف ما تخبئه الأيام، وصولًا إلى هذا الزمن الآن الذي انهارت فيه كل القواعد!.

تمنيت أن أرجع إلى بلدى حيث الراحة وحيث العمل في الزراعة.. وأحسست أنه استحسن ما قلت، فطأطأ رأسه يوافق على ما أقول!.

قربنى منه وأعطانى مقالاته سواء وهو موجود أو وهو مسافر إلى الشرقية في نهاية الأسبوع.. وكنت أنشر عدد الجمعة والسبت والأحد حتى يعود يوم السبت فيكتب الاثنين ثم يواصل نهاية الأسبوع!.

وكانت أفكاره ناصعة وكان أسلوبه راقيًا وكان خطه صغيرًا جدًا ولكنه مقروء وواضح، وكان يعبر عن عقلية حقوقية قانونية، ومن أقواله التي أحفظها أن الاقتصاد لا يصح أن يعامل بالبوليس، ولا يحاكم أمام القضاء!.

تخرج في كلية الحقوق، وعمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم انتقل للعمل بالجمهورية عام 1957، واشتغل في قطاعات الصناعة والبترول ثم رئيسًا لقسم الأخبار، فكون علاقات جيدة ومصادر كثيرة ساعدته على تكوين أرضية للكتابة، ساعدته على كتابة عموده «كلمة حب»، وكانت روحه طيبة في الكتابة تعكس حالة حب للوطن!.

ومن الكتب التي كتبها «رحلة إلى السعودية» و«فكرية تسقط الحكومة».. وكان رحمه الله من الكتاب الكبار الذين تشعر بروحهم العذبة في الكتابة، وكان يميل إلى البساطة والهدوء والكرم في التعامل مع معارفه، فصنع علاقات واسعة وكان لا يبخل بإعطاء أرقام تليفوناتها إلى أي زميل يطلبها ربما تساعده في عمله!.

ذات مرة رآنى أشكو من وجع في بطنى، فتطوع للاتصال بطبيب كبير وطلب منه أن يقوم بعمل «عمرة كاملة»، وقال له كلامًا طيبًا في حقى، دون أن أطلب منه!.

وكان رحمه الله، سعيدًا أننى لم أسافر للعمل خارج مصر، حيث كنت أرفض كل العروض، وقال: أحسن حاجة، إنت مكانك في مصر!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب محمد الحِيوان الكاتب محمد الحِيوان



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab