معركة سحب الثقة

معركة سحب الثقة!

معركة سحب الثقة!

 العرب اليوم -

معركة سحب الثقة

بقلم : محمد أمين

الديمقراطية ليست أقوالًا ولا كلام جرايد.. إنها أفعال وممارسة تؤكدها كل يوم.. هذا ما قدمته بريطانيا لكل شعوب العالم من دروس، من خلال إجراءات سحب الثقة التى حدثت مع رئيس الوزراء نفسه، دون أن يتدخل أو يمارس ضغوطه أو يحاول إفشال العملية.. وإن كانت العملية قد انتهت بانتصار جونسون فى النهاية!

أفلت بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى، من معركة سحب الثقة، ونجا منها بأعجوبة.. وحصل على 211 صوتًا مقابل 148 صوتًا.. وقال جراهام برادى، رئيس لجنة التنظيم فى حزب المحافظين، إن 211 نائبًا جددوا الثقة فى رئيس الوزراء بوريس جونسون، ما يعنى أن جونسون كسب المعركة.. طبعًا كانت هناك مخاوف أن تنجح العملية، ومفهوم أن حزب جونسون هو الذى كان يحاكمه على عدم الالتزام بالتعليمات التى أقرها بنفسه، خلال فترة الحظر والإغلاق.. وهى هناك كبيرة من الكبائر!

كان السؤال: كيف يضع ضوابط للناس ولا يلتزم بها رئيس الوزراء؟.. ولم يغفروها له مع مرور الوقت.. ولم يعتبروها مسألة تافهة.. فلا هو أفسد ولا هو ارتشى، ولا هو عيَّن أحدًا على خلاف القانون، ولا باع ولا اشترى إنما حضر حفلة فى وقت الحظر والإغلاق!

كان تاريخ جونسون مهددًا وكان يسير فى اتجاه سحب الثقة بكل احترام للديمقراطية، فلم يصرح بأى تصريح مخالف ولم يقلل مما يجرى، ولكنه خضع لكل الإجراءات وذكّر حزبه بأنه دعمه ونجح به.. واستسلم للغرامة التى فرضتها الشرطة عليه ودفعها.. كما أن العدد الموجود الآن الذى انتقده وأصر على سحب الثقة ليس عددًا قليلًا، ولكنه 148 نائبًا، وهؤلاء يُحسب لهم ألف حساب، وقد يشكلون عبئًا وعائقًا على ممارسة جونسون مهامه فى الفترة القادمة.. كما ذكرت صحيفة «جارديان»!

القصة لم تكن تمثيلية للتأكيد على الديمقراطية إطلاقًا، كانت عملية سحب ثقة حقيقية، مهما كلف حزب المحافظين، فلا معنى للتسامح مع جونسون لأنه رئيس وزراء.. الأصل أن يكون أكثر الناس انضباطًا والتزامًا بقرارات وقواعد الحكومة.. وليست كل مهمته أن يُصدر القرارات فيكون أول من يخالفها ولا ينفذها!

فلا جونسون عقد صفقة سرية هنا أو هناك، ولا قبض عمولات نظير أى شىء، ولا حتى عقد صفقة مع حزبه.. كانت مخالفة إجرائية.. المهم أن حزبه لم يدافع عنه ولم يلتمس له الأعذار، ولم يقل إنه كان فى مهمة رسمية، والمهم أن الشرطة داهمت رئيس الوزراء ودفع الغرامة، ولم يقل: يا ابنى أنا رئيس الوزراء!

وحتى الذين جددوا الثقة فيه لم يُنكروا عليه الخطأ، وإنما كان لديهم شعور بالإحباط من الانحراف، وكان لديهم إحساس بالخوف من الجمهور أن يؤيدوا رئيس وزراء «كاذبًا».. وهذه المجتمعات تغفر أى شىء إلا الكذب!

وأخيرًا، ربما أفلت جونسون من سحب الثقة هذه المرة.. لكن العدد الذى كان يريد الإطاحة به يتنامى وقد ينتظر له «غلطة»، وكل هذا يضع أداء رئيس الوزراء تحت المجهر.. ومعناه أن الديمقراطية تعالج أخطاءها بنفسها!.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة سحب الثقة معركة سحب الثقة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab