بقلم : محمد أمين
عادت الابتسامة مرة أخرى للصعيد، ورأينا الفرحة فى عيون أهلنا فى جنوب مصر.. فقد تابعت الافتتاحات فى سوهاج.. ورأيت على وجوه الناس لمسة العرفان والامتنان.. وشاهدت برنامج أحمد موسى على «صدى البلد»، كان سعيدًا بوجوده مع أهله وجيرانه، وكانوا سعداء، وهو شىء يسعدنى، أولًا لأنهم يخاطبون الرئيس، ويطلبون منه مطالبهم، ومعروف عن الصعايدة أنهم يفخرون بزيارات كبار المسؤولين لهم، فما بالك أن يزورهم الرئيس شخصيًا؟!.
الصعايدة يعتبرون زيارة كبار المسؤولين لبلادهم كأنها زيارة لبيوتهم ومضايفهم شخصيًا.. ويتناولون هذه الزيارات فى الحكايات والأمسيات، ولو أن الرئيس زار إحدى العائلات لدخلت التاريخ، واقتخروا بها بين العائلات، وكان سعد زغلول يفعل ذلك، وظل رؤساء الوزارات، وزعماء الوفد، وصولًا إلى فؤاد باشا سراج الدين، يفعلون ذلك كأنه تقليد رسمى!.
العائلات تعتبر زيارة المحافظ منحة كبرى وصولًا إلى مأمور المركز ورئيس مجلس المدينة، وهى عادات لها احترامها بالطبع.. ولو فعلها الرئيس أو رئيس الوزراء سيعطى لهم بنطًا كبيرًا، فهم يكفيهم أحيانًا زيارة من هذا النوع حتى وإن لم يقدموا لهم أى خدمة عامة، وقد عانى الصعيد على مدى عقود من الإهمال كما قال رئيس الوزراء، ولكن الرئيس السيسى وضع الصعيد، على رأس أجندة العمل الوطنى!.
كانت زيارة مهمة لحل كثير من المشكلات، فالاستماع للناس فى حد ذاته مهم.. ويقرب المسافات، والناس تستقبل ذلك بالعرفان، وأهميتها تنبع من أنها الزيارة الأولى للرئيس فى العام الجديد، حيث يفتتح بها الزيارات الرئاسية للمحافظات، وهى لفتة جيدة، كما أنه خصص أكثر من تريليون جنيه لمشروعات الصعيد!.
ومن مزاياها إعلاميًا أن البرامج راحت تنتقل إلى سوهاج وتخاطب الناس من موقع الحدث، وليس من الاستديوهات، وبالمناسبة فإن حركة الكاميرات تجعل للمحافظة المضيفة أهمية كبرى، وتساعدها فى الوقت نفسه، لأنها تنقل نبض الناس للرئيس، ولعلها تكون بداية للنقل من الشارع، وليس المكاتب والاستديوهات!.
وقال رئيس الوزراء، إن سوهاج الجديدة تعد واحدة من مدن الجيل الثالث والتوأمة، التى يقع أغلبها فى الصعيد، مضيفا: «بالرغم من أن هذه المدينة صدر قرار إنشائها فى بداية الألفينيات لكن كان يقطن فيها بضع عشرات من الأسر حتى 2014»، وأضاف مدبولى، أن مدينة سوهاج الجديدة من أهم المدن التى تم التركيز عليها فى التنمية الحقيقية!.
وأوضح أن جامعة سوهاج الجديدة صدر قرار تخصيص أرضها فى 2006 ولم ينشأ بها سوى مبنى واحد يطلق عليه «مبنى المدرجات» وذلك فى 2015، معقبا: حجم الإنجاز الهائل فى هذه الجامعة كان نتاج الجهد خلال السنوات الثلاث الماضية!.
وأخيرًا فإن الصعيد الآن أصبح على طريق التنمية، ويودع التهميش، خاصة أن الجامعات والخدمات تعتبر بؤر جذب للسكان، وقد كان هذا هو الهدف على مدار السنوات الماضية!.