بقلم : محمد أمين
من المهم أن تعرف الحكومة أن الأمن الاجتماعى له أهمية قصوى هذه الأيام، وهو يفوق الأمن السياسى والأمن الجنائى أيضًا!.. وأظن أن الحكومة تعرف ذلك وتدركه.. ولم يكن غريبًا أن تقوم الحكومة بتطبيق مجموعة من الإجراءات للحماية الاجتماعية.. وبالتأكيد، فقد عرفت الحكومة بظروف الناس خلال بعض الإجراءات التى حدثت فى الساحل الشمالى، وتأكدت أن المراجل تغلى وأن النار تحت الرماد.. بما يؤثر على الأمن والسلم الاجتماعى.. ولذلك أؤيد الإجراءات التى تنوى الحكومة تطبيقها من أول سبتمبر القادم، ولتثبت أن اقتصاد مصر قادر على مواجهة التحديات، وحماية الجبهة الداخلية!.
المصريون يتفاءلون بأجواء سبتمبر حين يكون الهواء طرِيًّا نديًّا، وحين يودعون لهيب الصيف والأسعار، وتعتدل الأجواء.. ويودعون الفواتير النارية بعد الاستمتاع بالجو الطبيعى وإغلاق أجهزة التكييف.. هذه أيضًا حزمة إجراءات حكومية استثنائية لدعم المواطن البسيط المهتم بالأسعار والفواتير، لينام آخر الليل وهو سعيد لا يلعب فى أذنه ولا رأسه أحد.. لابد من حماية البسطاء الذين يرضون بأربعة حوائط فى شقة بسيطة لا يبحثون عن فيلا ولا عن قصر من القصور.. وهكذا كل أصحاب الشقق الذين يرضون بشقة وأربعة حوائط فى أى منطقة.. المهم الستر!.
شىء جيد أن تنتبه الحكومة لمطالب الناس دون مطالبات من البرلمان أو الإعلام.. وشىء جيد أن تنتبه الحكومة لمطب زيادة سعر رغيف الخبز.. لا أنصح الحكومة أن ترفع سعر رغيف الخبز تحت أى مبرر، إلا الخبز.. فهناك مَن لا يأكل إلا العيش.. ويسميه العيش وليس الخبز.. فهو يموت بدونه.. وكل الحكومات السابقة كانت تعرف ذلك ولا تقترب منه.. وليس من الشجاعة أن نلعب الآن فى رغيف الخبز مهما كانت تكلفته!.
هذا درس تعلمناه من السنوات التى مرت بنا فى ظل أنظمة حكم مختلفة، ولا يمكن الاستهانة بها.. ويُعتبر الترابط والتماسك فى العلاقات، ومعرفة الحقوق والواجبات لكل فرد فى المجتمع، من أهم المقومات التى تحقق الأمن الاجتماعى فى المجتمع، حيث من مظاهر ذلك مساعدة القادرين لغيرهم من الأفراد، كنصرة الضعيف والمظلوم والتعاون بين الأفراد ونبذ التفرقة.. ولابد من إحياء هذه الروح بين أفراد المجتمع للحفاظ على الأمن الاجتماعى!.
وقد انتهت دراسة أكاديمية فى دولة عربية إلى عدة توصيات أساسية، منها: تخصيص برامج إعلامية تستهدف تعزيز الأمن الاجتماعى، وتصميم برامج تثقيفية فى المؤسسات التعليمية لهذا الغرض، وتخصيص برامج اجتماعية طويلة وقصيرة المدى تنفذها مؤسسات المجتمع المدنى لتعظيم قيم التماسك والتكاتف بين أفراد المجتمع، وإشباع الاحتياجات الأساسية للشباب.
وتوفير فرص العمل والمسكن المناسب بما يحقق طموحات الشباب حتى لا يتحول الشباب إلى نقمة تصدر أزماتها فى البنية الاجتماعية والسياسية. والعمل على تقوية قيم المسؤولية الاجتماعية فى نفوس الشباب، الأمر الذى ينعكس مستقبلًا على حالة الأمن الاجتماعى!.
والخلاصة أن الأمن الاجتماعى لا يتحقق بالإعلام فقط، وإنما بإشباع الحاجات الضرورية أولًا.. وأهمها توفير رغيف الخبز أولًا، بعد ذلك كل الأمور سهلة.. فلا تلعبوا فى رغيف الخبز تحت أى مبرر أبدًا!.