بقلم : محمد أمين
يا رحمن يا رحيم.. سترك يا رب وعفوك ورضاك.. يا لطيف.. فيه إيه؟.. كان كفاية نار الأسعار.. نار الجو السنة دى لا تُطاق.. فجأة تحولنا من الشتاء إلى الجحيم.. كانت لرمضان روايح ونسايم جميلة
اللهم أعِنّا على صيام رمضان وتقبّلْه منّا.. وسلِّمْه لنا وتَسلّمْه منّا.. الناس استقبلوا رمضان بالتسليم الكامل، صحيح أنهم شكوا من الغلاء وكيف ارتفعت الأسعار بشكل مُبالَغ فيه، إلا أنهم لم يتذمروا، وأقبلوا على الصيام بنوايا طيبة، والناس فى النهاية يُسلِّمون
بقضاء الله!.
لا أميل إلى الكلام عن غضب الله على العباد، فالله لا يغضب منّا ولا يغضب علينا لأى سبب.. ولا يرسل الجو لينتقم منّا ونحن صيام لله، فالله رحيم بعباده، خاصة وهم صائمون.. وحرارة الجو ليست عقوبة، ولكنها زيادة فى الحسنات لمَن صبر وشكر.. وصام لله رغم كل الصعاب.. هذا هو الصيام وليس الصيام فى الشتاء.. وأهلنا فى الريف يقولون: كنا نصوم فى شهرى يوليو وأغسطس فى عز بؤونة.. والفلاحون يعرفون بؤونة وقسوتها ونار لهيبها وقت دراسة القمح، وكانوا يتحملون الصيام فى النار ويوحدون الله، فهل كان الله غاضبًا عليهم؟.
أذكر أن هذا الجو كان فى رمضان، منذ سنوات بعيدة، وانقطعت الكهرباء.. لا مراوح ولا تكييف، وجاء وقت أذان العصر، فلم يصعد أحد للأذان، وكان رواد المسجد من كبار السن.. فطلب الإمام أن أصعد إلى السطح للأذان.. فقلت: يمكن أن نُقيم الأذان هنا فى المسجد.. فقال: علشان الحر؟!، «قل نار جهنم أشد حرًّا».. صعدت إلى السطح فى قفزتين، فقد كنت أصغر الحاضرين.. وأشهد أن النسمة كانت رائعة، وكأن الله صنع لى مظلة لحمايتى
من حرارة الجو!.
نحن لا نتبرم من نار الأسعار ولا من نار الجو.. نُسلِّم لله ولقضاء الله.. آمنّا بالله، ونوينا الصيام، حتى لو كانت الحرارة خمسين درجة.. الله المُعين، وهو فى النهاية يساعدنا ويُقوِّينا ويتقبل منّا صالح الأعمال.
لا تقلقوا، ولا تحملوا هَمَّ القبول.. اعملوا الصالحات، واعلموا أن الله يتقبلها ما كانت خالصة لوجه الله، وإن أصابها بعض النقص، فإن الله غفور رحيم!.