بقلم : محمد أمين
نجحت روسيا إلى حد كبير فى حرب النفط والغاز والقمح، إلا أنها تحتاج إلى جهد كبير لتحسين صورتها حتى يقبل السياح والمهاجرون التفاعل مع الإعلان الأخير الذى قدمته للرأى العام العالمى عامة، والأوروبى خاصة، حول روسيا ونفطها ومواصلاتها ونسائها الحسناوات!.
اعتبر البعض أن روسيا تستفز الغرب والاتحاد الأوروبى بهذا الإعلان أو تكايد للغرب بمزايا روسيا التى عددها الإعلان من أول الغاز الرخيص والنفط الرخيص والمواصلات الرخيصة، إلى الطقس الجميل والتعايش السلمى وعراقة التاريخ والنساء الحسناوات.. لم ينس الإعلان أن يستحث الأوروبيين ويدعوهم للهجرة إلى روسيا، ويؤكد أن الفودكا جاهزة، وأن الكهرباء رخيصة والشتاء قادم.. وقال فى نهاية الإعلان الروسى المستفز: «اتخذوا القرار فالشتاء قادم»!.
لم يذكر الإعلان الروسى شيئًا عن التعليم فى روسيا، أو تصنيف الجامعات هناك، لأنها ليست مثل أمريكا، منها الجامعات العشر الأولى فى العالم.. لم يذكر الإعلان شيئًا عن الحريات وحقوق الإنسان.. فهى تأتى فى مرتبة متأخرة عن الغرب، ولذلك سيبقى الغرب هو «الحلم»!.
لا روسيا ولا الصين تصلحان لقيادة العالم ولو كانت الحياة هناك برخص التراب.. سيتوجه الناس لأمريكا ولو كانت الحياة نارًا والطقس جحيمًا والنفط والغاز والكهرباء بشق الأنفس!.
ستظل صورة روسيا مثل صورة رجال الأعمال فى مصر.. تحتاج إلى مجهود عشرات السنين حتى يتم إصلاحها.. صورتهم أنهم يمصون الدماء، والأزمات التى مررنا بها تثبت ذلك، وسر ثورة الناس على أحد رجال الأعمال هو صورة رجال الأعمال لدى المصريين، لم يجتهدوا لتغييرها!.. ليس هو السبب وحده فيها، ومع ذلك يريدون أن تعرف عنهم أنهم أوفياء ويحرصون على حقوق العمالة، هذه الصورة تتغير بتغير الجيل الحالى من رجال الأعمال، واستبدال هذه النخبة بنخبة جديدة!.
صورة روسيا والصين لا يمكن أن تتغير تحت ضغط، الصورة الذهنية تتغير فى هدوء، بقواعد ثابتة، وضوابط تخص الحريات وحقوق الإنسان.. وهنا تستعد روسيا والصين لقيادة العالم، وهذا شىء بعيد عن شوارب الصين وروسيا الآن!.
قد نكتوى بنار أمريكا وكيلها بموازين مختلفة فى القضايا الدولية، لكنها على أرضها لديها ميزان واحد.. الرئيس والمواطن سواء أمام القانون.. لا فرق بين الرئيس والمواطن، والمواطن أكثر حرية أصلًا من الرئيس، لأنه مواطن عادى لا يحكم ولا هو رجل سياسة.. القانون يحميه بهذه الصفة!.
لا الصين ولا روسيا حاولتا تغيير صورتيهما لدى شعوب العالم.. وكانت أمريكا سباقة فى هذا.. وسواء قدمت روسيا الحوافز والفودكا والنساء فلن يكون ذلك جيدًا فى جذب المهاجرين.. إنها الحرية والقانون وحقوق الإنسان!.