بقلم : محمد أمين
لا أقصد بالسؤال في العنوان البحث عن طريقة هل نأكله بالواحدة، أم بالشوكة والسكين على طريقة أمينة شلباية!.. ولا أكتب هذا المقال للسخرية منه على طريقة فيديوهات اليوتيوب، وإنما أريد أن أتجه نحو بعض العادات التي نمارسها للالتفات إليها.. فالتين الشوكى ثمرة صيفية رائعة تظهر في المناطق الجبلية، ولها فوائد عظيمة، وأسرارها يعرفها العاملون في مجال تجارة التين الشوكى، وأسعارها تختلف من يوم لآخر، ولكنها ثابتة إلى حد كبير وليست مجنونة مثل الطماطم!.
لا تُزرع في المزارع، ولكنها تنمو ربانية.. وعندنا في الفلاحين نعرف النباتات التي لا تخضع للزراعة بأنها نباتات شيطانية أو ربانية.. أي التي لا يقوم أحد بزراعتها.. التين الشوكى من هذه النوعية التي تنمو على حواف الصبار، وثمرته طيبة، ولها فوائد للمعدة والقولون وخفض ضغط الدم وتحسين الكوليسترول وتقوية المناعة.. ولكن الإكثار منها يتعب القولون والمعدة أيضًا!.
هناك من يأكل التين للعلاج.. كأنه يلتزم بروشتة طبيب، وهناك من لا يعرف قيمته الغذائية ويخشى من التعامل معه نظرًا لوجود الشوك به.. وهناك من يحرص على أكله يوميًا في ساعات الصباح الأولى حيث يكون الشوك ضعيفًا.. وهو بالمناسبة ثمرة تُجمع بعد الفجر، حيث يكون الشوك نائمًا، ويتم تعليبها وإرسالها إلى الأسواق!.. وكل ذلك يحدث قبل الثامنة صباحًا.. ومع ذلك يتم أخذ الحيطة والحذر منه بلبس الجوانتى والبدل الووتر بروف والبنطلونات المتعددة وأكياس البلاستيك.. حتى التاجر البسيط يرتدى كيسًا من البلاستيك في يديه أثناء عملية البيع، لتفادى الشوك.. وكما يقال «علشان الشوك اللى في الورد بحب الورد».. ولأن فوائده عظيمة، فالناس تتحمل أحيانًا وخز الشوك!.
ينصح البعض بأن يصطحب الزبون معه سكينه الخاص توقّيًا للنظافة، وكيسًا نظيفًا من البلاستيك لأنه قد يضطر لتنقية بعض الثمار التي تروق له، وهى في الغالب الثمار الحمراء أو الصفراء.. وإن كان هناك بعض الثمار الخضراء الجميلة المعسلة، إلا أن البائع يعرف الثمار الصغيرة ويرى أنها الأفضل، لأنها أنثى، أو «نتاية» كما نطلق عليها في لغتنا العامية!.
بعض الأطباء ينصحون بعدم الإكثار من تناول التين، لأنه مزعج للقولون وقد يؤدى إلى ارتباك المعدة.. فقليل منه يصلح المعدة، وكثيره ضار جدًا بها.. والمعنى أن الإكثار من أي شىء غلط.. وكل شىء يزيد على حدِّه ينقلب إلى ضده.. الباعة يقولون إنه لا يُزرع ولا يُروى ولا يتم تسميده بمواد كيماوية، فهو «أورجانيك» وطبيعى وهبة من الله للإنسان، والله لا يعطى شيئًا يؤذى الإنسان!.
باختصار، التين الشوكى مفيد صحيًا ومهنيًا، فأنت تأكله بلا خوف وتكتب عنه وأنت مطمئن.. وأخيرا، كلوا التين ولا تخافوا، وصلوا على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين!.