النحاس يرفض الوزارة

النحاس يرفض الوزارة!

النحاس يرفض الوزارة!

 العرب اليوم -

النحاس يرفض الوزارة

بقلم : محمد أمين

في هذه الحلقة أتحدث عن زعامة النحاس للوفد، وعن رفضه تشكيل الحكومة بإيعاز من الإنجليز، وهو الحادث المعروف بحادث 4 فبراير، لأكشف عن شخصية زعماء مصر في ذلك العصر.. كان مصطفى النحاس الذراع اليمنى للزعيم سعد زغلول.. وأتاح له ذلك أن يترأس حزب الوفد عقب وفاة سعد زغلول، وبموافقة غالبية الأعضاء على ذلك، وكان سكرتير الوفد هو صديقه وشريكه مكرم عبيد!.

كان النحاس زعيمًا نادرًا ومتواضعًا.. ويُحكى أنه انتظر القطار في محطة بنى سويف، فغلبه النوم، فنام على كنبة في المحطة، ووضع يده تحت رأسه كما يفعل معظم المصريين، وفى الحقيقة هي ليست كنبة مُعَدة لذلك، ولكنها واحد من المقاعد الخشبية التي كانت توفرها السكة الحديد للركاب المنتظرين في المحطة.. ومازالت تُذكر بتواضع النحاس، وهو رئيس الوزراء، زعيم الوفد، حزب الأغلبية!.

هذا الزهد كان واضحًا عندما عُرض عليه منصب القضاء، فرفض، واختار المحاماة، ثم تدخل البعض لدى والده حتى يقبل المنصب، فرضى في النهاية، هناك موقف آخر عام 1942 عندما رفض تشكيل حكومة ائتلافية، واحْتَجَّ على هذا.. وهو الحادث المعروف باسم حادث 4 فبراير، عندما استدعى الملك فاروق قادة الأحزاب السياسية في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية. كانوا جميعًا- عدا مصطفى النحاس- مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسة مصطفى النحاس؛ فهى تحُول دون انفراد الوفد بالحكم، ولهم أغلبية بالبرلمان. في يوم 3 فبراير 1942 رفض مصطفى النحاس تأليف وزارة ائتلافية!.

وفى اليوم التالى الموافق 4 فبراير 1942م تقدم السفير البريطانى بإنذار جديد، إلا أن مصطفى النحاس رفض الإنذار هو وجميع الحاضرين من الزعماء السياسيين أثناء الاجتماع الذي دعا إليه الملك بعد تلقى الإنذار. في مساء نفس اليوم حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين!.

واجتمع قائدها جنرال ستون بالملك، الذي قبل الإنذار، ودعا إلى اجتماع القادة السياسيين، وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة، ورفض النحاس!.

وظل الملك يلح على النحاس مناشدًا وطنيته أن ينقذ العرش، ويؤلف الوزارة، ولم يكن هناك مفر من أن يقبل النحاس تشكيل الوزارة، مسجلًا ذلك للتاريخ، في خطاب قبوله تأليف الوزارة، فقال: «وبعد أن ألححتَ علىَّ المرة تلو المرة، والكرة بعد الكرة أن أتولى الحكم ونشادتنى وطنيتى، واستحلفتَنى حبى لبلادى، من أجل هذا أنا أقبل الحكم إنقاذًا للموقف منك أنت!».

لم يقف الأمر عند ذلك الحد، ولكن في 5 فبراير 1942م، أرسل مصطفى النحاس احتجاجًا إلى السفير البريطانى، في خطابه المشهور، استنكر فيه تدخل الإنجليز في شؤون مصر، جاء فيه: «لقد كُلفت بمهمة تأليف الوزارة، وقبلت هذا التكليف، الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية، وليكن مفهومًا أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان بالتدخل في شؤون مصر الداخلية، وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها!».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النحاس يرفض الوزارة النحاس يرفض الوزارة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي
 العرب اليوم - حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab