بقلم : محمد أمين
كلمة السر فى ارتفاع أسعار الحمير بالأسواق أنها معروفة بأنها ذات مهام صعبة.. كما أنها بعد انتهاء مشوارها من حمل الردم والسباخ وكل مخلفات الحقول ومساعدة الفلاح فى الرى والزراعة يمكن الاستفادة منها أيضًا فى صناعات مواد التجميل والمواد الغذائية وصناعة الجلود، وتقديمها فى النهاية للحيوانات المفترسة بحدائق الحيوان والسيرك القومى!
الحمير أكثر صبرًا على متاعب الحياة.. ومن مآسى القدر أن يتم ذبحها وتقديمها إلى جوار لحوم الأبقار والجاموس، خاصة أنها لا تحتوى على دهون، وطعمها يميل إلى الطعم المعسل.. وتدخل فى صناعة الحواوشى، وأطرف نكتة تسمعها أن أصل صناعة الحواوشى كان صينيًا، وكان يُستخدم فيه لحم الكلاب ويطلق عليه «هوهو شى»، ويقال فى النكتة إنه تم تمصير الصناعة فأصبح يستخدم فيها لحم الحمير وأصبح يطلق عليه «حاووشى»!
وسوق الحمير سوق غير تقليدية، وقد قرأت تقريرًا فى «اليوم السابع» يذكر أن أعداد الحمير فى العالم قرابة 44 مليون حمار، وهى تعيش أكثر فى الدول النامية، فالحمير فى هذه الدول حمير عاملة، أى ذات وظيفة، وقد زاد الاهتمام بها بعد أن ظهرت التجارة العالمية لجلود الحمير، وتستهدف تجارة الحمير الأنواع الموجودة فى إفريقيا بالدرجة الأولى، نظرًا للتعداد الهائل للحمير فى القارة السمراء، كما أن الصين من أكثر دول العالم التى تهتم بالحمير، فهى أكبر دولة مستوردة لجلود الحمير، مع أن فيها 80% من حمير العالم، طبقًا للإحصائيات!
ومن الغريب أن تنشط فى الأسواق الآن تجارة «الحمير الكسر».. والمقصود بها الحمير المريضة التى لم تعد تؤدى مهمتها ويتخلص منها أصحابها بالبيع لتجار الحمير الذين يصدرونها للصين مقابل 800 جنيه أو ألف جنيه لجلد الحمار، وهى معروفة بتجارة الحمير الكسر، وهى تجارة غير مجرَّمة، ويتم استخدامها فى تغذية الحيوانات المفترسة فى حدائق الحيوانات أو السيرك القومى!
ويُقال إن مصر تصدر رسميًا 8 آلاف جلد حمار للصين، وأضعاف مضاعفة لذلك يتم عبر تهريب غير رسمى عن طريق حاويات الرخام، حتى أصبحت أكبر ثانى دولة تهرب جلود الحمير للصين، حتى بات معرضًا للانقراض محليًا.. والسؤال: لماذا الصين؟ وفِيمَ تستخدم جلود الحمير بالضبط؟!
يشير الخبراء إلى أن الصين تستخدم الحمير فى عدد من الصناعات المهمة، ومنها المنشطات الجنسية، ومستحضرات التجميل، واستخراج الكولاجين وأهميته فى إزالة تجاعيد البشرة، فضلًا عن استخلاص بعض المواد منه والتى تدخل فى صناعة أدوية النزيف، وعلاج فقر الدم، بخلاف استخراج مادة الجيلاتين واستخداماتها المتعددة!
وليس غريبًا أن يصل سعر جلد الحمار الواحد إلى ألف دولار، وربما عرفنا لماذا تم ضبط مئات الهياكل فى أراضٍ جبلية نائية بالفيوم منذ شهور، وكان ذلك على مساحات كبيرة جدًا، ما يعنى أنها تجارة ويتخصص فيها كبار القوم!
وأخيرًا، هذه مناسبة لأدعو كل الجهات الحكومية والأمنية إلى أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية ثروتنا الحيوانية من الانقراض، ونحافظ على التوازن البيئى.. وأن تكون هذه التجارة تحت عين القانون وبصره، ولا يعمل فيها أشخاص غير مرخص لهم بالعمل فيها!.