بقلم - محمد أمين
تمر، هذه الأيام، ذكرى وفاة الخال والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، وقد أسعدنى الحظ أن أراه وأتعرف عليه وهو يأتى إلى صحيفة الوفد ليسلم مقاله، وكان يكتب مقالًا أسبوعيًّا، وكان خلال ذلك يمر على بعض المكاتب يحكى حكاية أو نكتة سريعة، وهو حكّاء كبير خفيف الدم، فكنا نضحك بحيث يشعر بوصول الخال زملاء الديسك وصالة التحرير!.
كنا نحبه ونتذكر أغانيه مع عبدالحليم حافظ ومحمد رشدى ونجاة الصغيرة ووردة.. كان يعاصر أم كلثوم، لكنه لم يكتب لأم كلثوم، وهذه القضية ليس هذا مجال ذكرها، هو ذكرها بنفسه فى مواضع مختلفة، مع أن أم كلثوم كانت تسعى ليكون واحدًا من الذين كتبوا لها.. كانت مسألة حظ!.
كانت كلماته أو قصائده للثوار فى ميدان التحرير كفيلة بأن تشعل الميدان، وكان معنيًّا بالكتابة للشباب، ويشعر أنهم أمل مصر.. فهو معجون من طين هذه الأرض. وُلد عبدالرحمن الأبنودى (11 إبريل 1938- 21 إبريل 2015)، وهو شاعر مصرى من أشهر شعراء العامية فى مصر!.
وُلد فى قرية أبنود بمحافظة قنا فى صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًّا، وهو الشيخ محمود الأبنودى، وانتقل إلى مدينة قنا، وتحديدًا فى شارع بنى على، حيث استمع إلى أغانى السيرة الهلالية التى تأثّر بها. وهو متزوج من المذيعة المصرية، نهال كمال، وله منها ابنتان «آية» و«نور»!.
من أشهر أعماله السيرة الهلالية، التى جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها. ومن أشهر كتبه كتاب (أيامى الحلوة)، الذى نشره فى حلقات منفصلة فى ملحق «أيامنا الحلوة» بجريدة الأهرام، وتم جمعها فى هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكى الأبنودى قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته فى صعيد مصر!.
وهو معروف لدى المثقفين باسم الخال، صدر مؤخرًا، عن دار «المصرى» للنشر والتوزيع، كتاب «الخال» للكاتب الصحفى محمد توفيق، والذى يتناول فيه سيرة الشاعر عبدالرحمن الأبنودى الذاتية. يرصد الكتاب قصص الأبنودى الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف.
فى مقدمة كتابه، يقول «توفيق»: «هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدى، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذى ظن البعض- وبعض الظن إثم- أن تقليده سهل، وتكراره ممكن!».
كتب الأبنودى العديد من الأغانى، من أشهرها أغانى عبدالحليم حافظ: عَدَّى النهار، المسيح، أحلف بسماها وبترابها، ابنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، اضرب اضرب، إنذار، بالدم، بركان الغضب، راية العرب، الفنارة، يا بلدنا لا تنامى، صباح الخير يا سينا، الهوا هوايا وغيرها.
ومحمد رشدى: تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسّع للنور، عرباوى.. وفايزة أحمد: يمّا يا هوايا يمّا، مال علىَّ مال، قاعد معاى.. ونجاة الصغيرة: عيون القلب، قصص الحب الجميلة.. وشادية: آه يا اسمرانى اللون، قالِّى الوداع، أغانى فيلم شىء من الخوف