بقلم : محمد أمين
كتبت، أمس، عن جدرى القرود ووصفته بالكابوس الجديد.. واليوم أتساءل: هل يتجه العالم لإغلاق جديد، فتتوقف المصانع والسياحة، ورحلات الطيران كما حدث فى وباء كورونا؟.. لا أتصور أن يحدث إغلاق جديد مع جدرى القرود، خاصة أن الحالات التى تم اكتشافها حتى الآن فى 12 دولة فى حدود 80 حالة فقط، وهو ما يمكن أن نواجهه بكل الإمكانيات الدولية ونصائح منظمة الصحة العالمية، فضلا عن كونه من الممكن ملاحظته بالعين المجردة!.
وعلى مستوى مصر، فلا أظن أننا يمكن أن نغلق من جديد، ولا أتخيل أن يتحول إلى جائحة، خاصة إذا نجحت الصحة فى تشديد الإجراءات بالموانئ والمطارات لرصد حالات الإصابة بجدرى القرود!.
قلت أمس، أيضا، إننا دولة لها خبرة فى هذا المجال، ويمكن أن نتعامل معه بمصل الجديرى المائى، وتطبيق إجراءات مكافحة العدوى!.. صحيح أن المرض ليس له مصل، لكن عندنا بدائل لمواجهة العدوى، فنحن دولة لها تجربة ومحظوظة فى هذا المجال!.
وزارة الصحة أكدت أنها تتابع، وبدقة، الوضع الوبائى العالمى لفيروس جدرى القرود، وكذلك الأمراض الوبائية الأخرى، مثل كورونا، وقالت إن مصر آمنة والوضع الوبائى مستقر، مشيرة إلى أنه لا يوجد أى حالة إصابة أو حتى مشتبه فيها فى البلاد. وهذا صحيح لكن ظهور حالة فى إسرائيل يجعلنا ننتبه، خاصة أنها لم تظهر بسبب السفر أو عبر المطارات والموانئ!.
الوباء هذه المرة قادم من وسط وغرب إفريقيا، التى ينتشر فيها الوباء حاليا، وقالت الوزارة إنها شددت الإجراءات على المنافذ الجوية والبحرية والبرية، ويتم فحص كامل لجميع الأفارقة القادمين من الخارج، وتم رفع درجة الاستعداد وتوفير كافة التطعيمات قبل السفر إلى إفريقيا، والقادمين من هناك!.
وشددت الوزارة على ضرورة تجنب ملامسة الحيوانات التى يمكن أن تكون حاملة للمرض سواء كانت ميتة أو مريضة مع عدم لمس أى أدوات ملامسة للحيوانات المريضة أو الميتة، مشيرة إلى أن أى حالات يشتبه فى إصابتها بالمرض سيتم عزلها لحظر الإصابة، وطالبت بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون واستخدام الواقيات الشخصية والحرص على تطبيق قواعد وإجراءات الحجر الصحى للحيوانات المصابة!.
وقالت وزارة الصحة إن متوسط عدد الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من شخص مصاب أقل من 1%، مما يعنى أنه يمكن حصار المرض، ويمكن أن يتلاشى بشكل طبيعى!.
وأخيرا، يختلف هذا الفيروس عن فيروس كورونا الذى ينتشر فى الهواء ويصيب أعدادا كثيرة، لكن هذا الفيروس ينتقل بالملامسة ولا أنباء عن جائحة بسبب جدرى القرود، وبالتالى لا إغلاق للمطارات والسياحة والمصانع.. وأعتقد أن الهدوء فى التعامل هو سيد الموقف لأن حالة الهلع وغلق المصانع والطيران والسياحة كبدت العالم خسائر فادحة وكادت تسقط عددا من الدول!