نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال»

نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال»

نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال»

 العرب اليوم -

نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال»

بقلم: عادل درويش

انخفضت شعبية الزعيم البريطاني كير ستارمر، ووزيرة ماليته رايتشيل ريفز، قبل أن يبلغ عمر حكومته ثلاثة أشهر. بيّن أحدث استطلاع للرأي (أول من أمس) انخفاض نسبة تأييد ستارمر من 38 في المائة قبل شهر إلى 32 في المائة، بينما ارتفعت نسبة من لا يثقون به رئيساً للحكومة من 30 في المائة الشهر الماضي إلى 46 في المائة. وبمقياس محصلة ثقة الناخب، تصبح المحصلة سلبية (ناقص) -14 في المائة، بينما كانت صفراً الشهر الماضي، بتساوي نسبتي المؤيدين والرافضين.أما وزيرة المالية والاقتصاد، ريفز، فانخفضت شعبيتها من 27 في المائة الشهر الماضي، إلى 23 في المائة، بينما قال 44 في المائة إنهم لا يثقون بها؛ بزيادة 9 في المائة على الشهر الماضي.

استمارة الاستطلاع طرحت بضعة أسئلة عن أسباب انخفاض شعبية صاحبي أهم منصبين في الحكومة، وفقدان ثقة عموم الناخبين بقدرتيهما على تنفيذ الوعود الانتخابية (شعبية ستارمر ثابتة 69 في المائة بين مؤيدي العمال فقط). أهم الأسباب انتهاج سياسات (خصوصاً الاقتصادية والمالية) تخالف ما طرحه العمال في برنامجهم الانتخابي. السبب الآخر استهداف حكومة ستارمر الشرائح الأضعف في المجتمع، حيث عدّ أكثر من نصف المشاركين (58 في المائة) أن السياسات المالية والضرائبية التي أعلنتها ريفز كانت «انتقامية»، وليست مالية أو اقتصادية. المقصود أن أكثر الشرائح المتضررة من الإجراءات المالية هم المتقاعدون والمسنون غير القادرين على زيادة الدخل، أو لهم تمثيل نقابي لمقاومة الحكومة، كما أنهم يصوتون للمحافظين، لا العمال، فانتقم «العمال» منهم باستهدافهم ضرائبياً.

فكل من ستارمر ووزير ماليته يردد أنَّ هناك عجزاً مقداره 22 مليار جنيه إسترليني في ميزانية الخزانة، ولسده لا بد من تخفيضات في الإنفاق وزيادة للضرائب؛ فقررا إلغاء منحة الوقود (300 جنيه كل شتاء) يتلقاها نحو 11 مليوناً من المسنين والمتقاعدين في بريطانيا. المنحة كانت مبادرة من رئيس الوزراء الأسبق غوردون براون (2007 - 2010) عندما كان وزيراً للمالية (1997 - 2007)، بسبب زيادة استهلاك وقود التدفئة في الشتاء، وعدم قدرة كثير من المسنين على دفع فواتير الوقود. وشهد العام المالي (2022 - 2023) وفاة 4950 من المسنين، وكان سبب الوفاة نقص التدفئة في مساكنهم لافتقارهم لأثمان الوقود (أرقام المؤتمر القومي للمتقاعدين). القرار يستثني «أقل من مليون شخص» يتلقون المعونة الإضافية للتقاعد؛ والمفارقة المحزنة أن وزيرة المالية دعت أكثر من 850 ألفاً من المتقاعدين لتلقي الإعانة بملء استمارتها «أونلاين»؛ لكنَّها 24 صفحة تتضمَّن 243 سؤالاً، وأكثرية المسنين لا يستخدمون الكومبيوتر، ويتجنَّبون الإجابة عن أسئلة يعدّها الجيل الأكبر «محرجة». المفارقة الساخرة أن التوفير للخزانة من إلغاء إعانة الوقود دون 1.5 مليار جنيه، بينما قرار الحكومة بمنح علاوات تزيد على معدلات التضخم لعاملين يصوتون أفراداً (أو عن طريق نقاباتهم) للعمال يكلف الخزانة 9 مليارات جنيه.

الجبهة الأخرى في الحرب التي تشنها حكومة العمال على المسنين هي إلغاء خصم المقيم بمفرده (25 في المائة) من ضريبة عقار المسكن. ولأن الضريبة تقدر حسب قيمة العقار، فإن الغالبية العظمى من المتضررين هم المتقاعدون والمسنون. فأكثرية المقيمين بمفردهم مسنون لأنهم أرامل، كما أنهم يعيشون في مساكن ذات قيمة عقارية عالية بسبب معدلات التضخم.

استهداف المتقاعدين والمسنين نقطة استغلها زعيم المعارضة، ريشي سوناك، لإحراج ستارمر في المناظرة الأسبوعية (الأربعاء)، بتكرار سؤاله عن الدراسة التي أعدها العمال بشأن تأثير إلغاء منحة الوقود على المسنين في الشتاء المقبل. لكن ستارمر تهرب من الإجابة، وكان العمال، قبل أربعة أشهر، وهم في المعارضة، ادعوا أن «دراستهم» حول ما يعرف بفقر الوقود (أي عدم القدرة على دفع فواتير التدفئة) قد تتسبب في موت أربعة آلاف من المسنين من البرد نتيجة سياسة المحافظين.

عشرات من نواب الحكومة العمالية قلقون من سياسة مالية تستهدف المتقاعدين والمسنين، فرغم أن حكومة ستارمر نجحت، بسبب أغلبيتها الكبيرة، مساء الثلاثاء، في منع المعارضة من تعديل سياسة إلغاء منحة الوقود، فإن 60 من نواب العمال لم يصوتوا مع الحكومة، فقد صوّت أحد زعماء العمال المخضرمين جون ماكدونالد مع المعارضة (بجانب خمسة نواب جمد الحزب عضويتهم ويحضرون البرلمان مستقلين)، وامتنع أكثر من 50 عن التصويت (بمن فيهم وزراء). الملاحظ أن أغلبهم انتقدوا سياسة حكومتهم علناً، استناداً إلى شكاوى من سكان دوائرهم التي فازوا فيها بأغلبية بسيطة، يخشون أن تتغير في الانتخابات المقبلة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال» نحو نصف البريطانيين لا يثقون بحكومة «العمال»



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab