تأملات في الماضي
3 طائرات روسية تتوجه لإيران للبحث عن حطام مروحية رئيس إيران إسرائيل تقتل ناشطا بدائرة المشتريات التابعة لحماس مقتل جنديين إسرائيليين خلال معركة جنوبي قطاع غزة تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين ويتواجد في المنطقة قوات من الجيش والشرطة والحرس الثوري ، والهلال الأحمر الإيراني ينفي العثور على طائرة الرئيس حتى الان .الأمر الذي يفسّر حصول إرت هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث و قد تحركوا من منطقة بان الحدودية مع إيران بعد أن طلبت طهران من تركيا إرسال طائرة للبحث الليلي وتتمكن من الرؤية الليلية وفريق للمساعدة. نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن التلفزيون الإيراني الرسمي يعلن أنه تم العثور على الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني بعد ان هبطت إضطراريا الهلال الأحمر الإيراني وفرق الإنقاذ تعثر على حطام طائرة الرئيس الإيراني وفقاً ما نقله تلفزيون العالم الرسمي الإيراني مسؤول إيراني للتلفزيون الرسمي يُعلن أنه تم الاتصال بأحد ركاب طائرة الرئيس وأحد أفراد الطاقم
أخر الأخبار

تأملات في الماضي

تأملات في الماضي

 العرب اليوم -

تأملات في الماضي

بقلم - جميل مطر

غريب أمرى ولعله أمر عادى ومألوف لدى بعض الكتاب. بينما كنت أقرأ للزميلة ليلى الراعى فى الأهرام بتاريخ 3 سبتمبر تأملاتها فى الذكريات وجدت نفسى مدفوعا بقوة قاهرة للقيام فورا برحلة أخرى من رحلاتى الممتعة فى مواقع وأحداث سنوات طفولتى ومراهقتى وما بينهما. ما هى هذه القوة القاهرة؟ أهى مجرد الحنين للماضى؟ ولكن لماذا كل هذه الرغبة الدافقة فى إيقاظ سرديات، رغبة تتجدد مع كل فرصة تتاح لنا. أهى ضغط الحاضر ثقيل الظل؟ حاضر نريد الهروب منه ولكن ليس إلى الأمام فالمستقبل بالنسبة للكثيرين ولكبار السن غالبا ما يأخذ صفات المغارة الشهيرة فى كتابات الأولين، يدخلها المغامرون ولا يخرجون. أسلم لنا وأقل جهدا الهروب من هذا الحاضر اللئيم إلى الماضى. مع الماضى نحن أحرار فى اختيار الأجمل والأكثر متعة والأقوى مفعولا. أراه، وأقصد مفعول ممارسة الحنين إلى الماضى، كمفعول المخدر. يدخل إلى عروقنا ومنها إلى قلوبنا دخول البرد والسلام ثم يحملنا فى رحلة نزور فيها أحلى الناس والمواقع التى قضينا فيها ومعهم أسعد أوقاتنا. أذكر من المواقع والأوقات السعيدة مثلا ودائما عشة الفراخ فى سطح بيتنا الكبير والقديم فى الجمالية.
●●●
أشكرك يا ليلى فقد أثرت بتأملاتك شجونا. كان قد هيمن على تفكيرى الظن بأن الكتابة للناس عن ماض يخصنى وحدى أمر يجب أن يخصنى وحدى فلا أطلع عليه الناس. تمردت مرارا على هذا الظن فلا يمر وقت أخاله طال إلا وعدت أتأمل فى الماضى أمامهم وفى حضورهم. تدفعنى للتمرد على هذا الظن عوامل كثيرة ليس أقلها شأنا ثقتى الكاملة فى حقيقة أن داخل عقل كل فرد من هؤلاء الناس بذرة تمرد وفى قلب كل منهم نقص عاطفى ولدى كل منهم رغبة لن يشبعها الحاضر، إنما يشبعها ويفيض التأملات فى الماضى، ففى هذا الماضى توفرت كل عناصر وحاجات إشباعها.
الصدر الحنون متوفر هناك. أقصد فى بحر التأملات. متوفرة أيضا رحلة الفجر فوق عربة كارو يجرها حمار. تحمل صندوقا من خشب مشغول لا ينزل من الصندرة إلا كل عيد. داخل هذا الصندوق وكنت شاهدا مهذبا خلال حشوه بأنواع شتى من المخبوزات والبلح الإبريمى والجوافة إن كان موسمها يتناسب وهذا العيد وفواكه أخرى. المخبوزات فى الصندوق أشكال وأنواع لم أرها فى مكان ووقت آخر بقية العام منها فطير القرافة المعجون بالسمن البلدى والشليك أو الشريك وربما لو بحثنا فى أوراق الحملة الفرنسية لعثرنا على أصله واكتشفنا أن له صلة بالكرواسان والباجيت فخر خبازى فرنسا عبر التاريخ. تجلس فوق الصندوق أصغر المشتغلات بالخدمة ومن أهم مهامها فى هذه الرحلة تأمين هدوئى وكبح شقاوتى وفرض التزامى مكانى فوق الصندوق فى وسط العربة وأبعد ما يمكن عن العربجى وحماره. حول الصندوق وحولى تتكدس سيدات وفتيات أغلبهن يشتغلن فى بيت جدتى وبيوت بناتها، أمى وخالاتى، بعضهن لا أراه إلا فى وقفة كل عيد وفوق هذه العربة. منهن من اشتغلت صغيرة فى العائلة قبل أن تحيل نفسها للتقاعد فى الأوقات العادية وتعود للظهور فقط فى المواسم وبخاصة فى الأعياد.
تصعد العربة الشارع، امتداد المعز لدين الله، مارا بسوق الزيتون والليمون قبل أن تعبر باب النصر إلى خارج مدينة القاهرة. نساء العربة ينشدن أناشيد شعبية خاصة بهذا اليوم. قضيت وقتا حقيقيا أبحث عن الأحياء منهن للاستدلال عن كلمات ولحن هذه الأغنيات. لم أجد. كلمات فيها فرح اللقاء المنتظر مع أهلنا فى القبور وحزن على غيابهم، كلاهما معا فى أنشودة واحدة بلحنين منفصلين ولكن منسجمين. عند الوصول إلى بوابة المقبرة أنزل من العربة محمولا من حضن إلى آخر. آخرها عند فسحة الاستقبال تجلس أكبر السيدات سنا لتتولى من هناك مسئوليتين، مسئولية الإشراف على إنزال الصندوق وإدخاله إلى غرفة استقبال داخلية ومسئولية تأمينى إلى حين وصول جدتى وبناتها وجيش الأحفاد من صبيان وبنات.
أذكر أننى كنت أنتظر بشغف عودة الرجال من صلاة العيد بعد شروق الشمس. يعودون ومعهم صوانى الحلوى متنوعة الأشكال والأنواع. يتناولون فى البيت إفطارا سريعا ويطمئنون إلى أن نساء البيت سبقن إلى «القرافة» وعادت عربات الحنطور لتنقل سادة البيت. هنا فى القرافة انتهى العمل الجاد فى إعداد وتنظيف غرف الاستقبال والحديقة استعدادا لاستقبال الضيوف. ما أن يصل أطفال العائلة ومراهقوها إلا وتدب الحركة فى الساحة القريبة. تشتغل المراجيح والألعاب الأخرى ويصل سكان، أو ضيوف، المقابر الكائنة على جانبى الشارع الطويل الممتد إلى قلب الصحراء المزدانة بأشجار وخضرة متنوعة. بحلول صلاة الظهر اكتمل الحى فى شكل مدينة عشت أشبهها بمدن الخشب التى كان يشيدها المستوطنون فى الغرب الأمريكى كما ظهرت فى أفلام رعاة البقر، وكانت مشاهدتها إحدى أهم هواياتى فى سن المراهقة.
●●●
اللغز الذى ظل عصيا على الحل هو المتعلق بكوننا، الأستاذة ليلى وأنا، نتذكر بجلاء تام أحداثا وقعت فى وجودنا ونحن دون الرابعة أو الثالثة من العمر. معى يظل اللغز أشد تعقيدا لما أتذكره عن تفاصيل شارع أمير الجيوش الجوانى والرجال بجلاليبهم البيضاء وبائع البليلة والمسجد المواجه للبيت، كل هذا وأكثر أراه وأراقبه من موقعى داخل بروز فى شكل قفص فى مشربية غرفة الاستقبال فى بيت جدتى. أن أكون داخل هذه المشربية لساعات معناه أننى كنت فى عمر لا يتجاوز سنة أو نحو السنة.
هذه الذكريات وغيرها ترتبط بحكم طبيعتها ببشر رحلوا وبأحياء تغيرت ملامحها بتغير صفات المجتمع وتكوينه، ارتبطت أيضا بأمكنة لمجرد وجودها وزخرفتها وما كانت تسره من حكايات وأساطير. بقيت لنا هذه الذكريات تساعدنا، ليلى وأنا وغيرنا، نحكى لكم حكايات ونعيش نحن مع التأملات.

 

arabstoday

GMT 00:01 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

البطيخة: العنصرية والمقاومة

GMT 23:50 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفاعيل حرب غزة على المعنيين

GMT 23:47 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

أمامكم البحر!

GMT 22:49 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

أصعب أيام نتانياهو

GMT 20:55 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

القمة العربية ...واللعبة الإيرانية

GMT 19:33 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

سلاطة اللسان

GMT 19:25 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

أسباب الدفاع في مباراة الأهلي والترجي

GMT 19:22 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

القمة العربية.. لغة الشارع ولغة الحكومات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملات في الماضي تأملات في الماضي



الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:01 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

هل نفد الصبر المصرى من إسرائيل؟

GMT 22:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مقتل شخص وإصابة 6 في اشتباكات في غرب ليبيا

GMT 03:07 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab