الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي

الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي

الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي

 العرب اليوم -

الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي

بقلم - آمال موسى

يُعدّ الرهان على الذكاء الاصطناعي اليوم من مفاتيح المستقبل لما يقدمه من حلول مهمة وفعالة للكثير من المشكلات، وأيضاً بوصفه فتحاً مهماً يحسب في المنجز العلمي لهذا القرن.

فالأولوية التي أصبح يحظى بها العالم الرقمي والمؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي بشكل عام يمكن القول إنها سمة شبه عامة اليوم في الجامعات وفي عالم الأعمال.

غير أن الملاحظ هو أن التركيز على الذكاء الاصطناعي في الخطاب العام يحتاج إلى نظرة أكثر شمولية ومراعاة لمختلف الحلقات المؤدية إلى نعيم الذكاء الاصطناعي. ويجب ألّا يكون تناول الذكاء الاصطناعي في برامجنا وكأنه موضة من موضات العصر، بل إنه من المجدي أن نقاربه كهدف وكمستقبل ومعالجة العراقيل التي تحول دون الإبداع وتحقيق انتصارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وكي نفهم هذه الدعوة إلى التنسيب واعتماد تمشٍ شامل؛ من المهم التذكير بنقطة مفصلية، وهي أن الذكاء الاصطناعي هو ثمرة الذكاء الطبيعي الإنساني الذي تُوفر له الرعاية والاهتمام من أجل اكتساب الكفايات اللازمة وتطوير المهارات من الطفولة المبكرة والتمتع بما ينص عليه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

فهل أن واقع العالم اليوم بصدد تحقيق خطوات مهمة في اتجاه تحقيق هذا الهدف؟ وإلى أي مدى يمكن القول إن الحق في التعليم في حد ذاته بلفت النظر عن جودته إنما هو اليوم حق يتمتع به الجميع؟ وهل أن نسبة المتمتعين بهذا الحق البسيط والعادي، يسمح بالحديث عن الذكاء الاصطناعي بثقة أم أن الأمر سيكون كما عوّدنا التاريخ الدول القوية وحدها من تستفيد وحتى الكفاءات التي تكوّنها بلدان العالم الثالث والسائرة في النمو مصيرها الآلي هو الهجرة ونعيد الحلقة المفرغة نفسها التي ما فتئنا ندور فيها من تاريخ الثورة الصناعية؟

من باب الاستناد إلى الأرقام واعتمادها إجابات دامغة، نشير إلى أنه حسب رصد الأمم المتحدة، فإن نحو 260 مليون طفل كانوا لا يزالون خارج المدرسة في عام 2018 - وهم يشكّلون ما يقارب خُمس سكان العالم في هذه الفئة العمرية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من نصف الأطفال والمراهقين حول العالم لا يتوافر لهم الحد الأدنى من معايير الكفاءة في القراءة والرياضيات. وفي شهر فبراير (شباط) الماضي أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن 78 مليون فتاة وفتى حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة إطلاقاً بسبب النزاعات والكوارث المناخية والنزوح، وعشرات الملايين يتلقون تعليماً متقطعاً.

إن هذه البيانات وغيرها كثير تدل على أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي طريق محفوفة بالتعثرات وما زال أمامها الكثير من العمل حتى تصبح هذه الطريق سيّارة وتأخذنا إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجديد.

طبعاً مفهوم جداً الوضع المعقد الذي تعيشه الإنسانية اليوم: فمن جهة يمثل التجديد والذكاء الاصطناعي وتوظيف الطاقات النظيفة البديلة... حلولاً لأزمة المياه في العالم ولتداعيات تغير المناخ الخطيرة، أي أنها تمثل حلولاً لمعالجة مشكلات بدأت تزداد حدتها وتهدد الإنسان وحياته، ولكن في الوقت نفسه فإن الوصول إلى هذه الحلول والمشاركة في إنتاجها كي نستفيد منها يشترط بيئة منتجة للذكاء الاصطناعي ولثقافة التجديد والابتكار. بمعنى آخر، نحتاج إلى التعليم الجيد والمنصف والشامل وإلى الرهان على الرأسمال البشري، وهذا بدوره يحتاج إلى الموارد المالية: فالذكاء الطبيعي يجب أن يحظى بكل إمكانات إظهاره وصقله وتشكيله وتنميته ومن المهم أن يكون ذلك للجميع ويتعزز الذكاء كماً ثم نوعياً فتظهر العقول المبدعة.

من ناحية أخرى: الذكاء الاصطناعي مرتبط بالرياضيات، وهذه المادة لا بد من أن تعرف ثورة حقيقية في مجتمعاتنا العربية في طريقة تدريسها وفي آليات إيقاع التلاميذ في الشغف بها.

ربما من الجيد ونحن نقارب مسألة الذكاء الاصطناعي أن تنتظم ندوات دورية في بلداننا حول الرياضيات وواقع تدريسها وسبل تطويرها بيداغوجيا ويمكن أن تؤدي منظمة «الآلكسو» المهتمة بقطاع التربية دوراً تنسيقياً تأطيرياً مهماً. فالرياضيات هي المفتاح وهي الطريق ونعتقد أن وضع موضوع تدريس الرياضيات فوق طاولة التفكير والنقاش اليوم من أوكد الأمور وهكذا نكون في قلب خلق بيئة مواتية لذيوع صيت الذكاء الاصطناعي. يكفي أن نفعل كل ما يحتاج إليه الذكاء الطبيعي للظهور والنمو والتألق حتى نمتلك القدرة والمفتاح للمشاركة الفعلية في التكنولوجيات الجديدة وفي الرقمنة وفي مواجهة تغيرات المناخ وفي خلق الفرص للعمل وللتغلب على مشكلات الطاقة والبيئة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
 العرب اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab