من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير

من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير

من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير

 العرب اليوم -

من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير

بقلم - دكتور زاهي حواس

أعود إلى الموضوع الذى شغل الناس حول العالم، واعتقد الكثيرون أن هرم منكاورع يتم «تبليطه»!، لم يشاهد المواطن العادى للأسف أى صورة واضحة للهرم الثالث- هرم الملك منكاورع- ولهذا السبب؛ عندما استضفت فى البرنامج الذى يقدمه الإعلامى الرائع شريف عامر قلت له «أنا عايز المُشاهد يشوف صورة للهرم الثالث من الناحية الشمالية منذ سنوات، وصورة أخرى للدكتور مصطفى وزيرى- أمين عام المجلس الأعلى للآثار- وهو يقف أمام تلك الناحية الشمالية ليعلن عن مشروع للهرم الثالث»، لكى يتأكد الناس أن الدكتور مصطفى وزيرى لم يبدأ العمل لكنه أعلن أن هناك بعثة يابانية يرأسها الدكتور يوشيمورا سوف تعمل مع البعثة المصرية. وبعد ذلك مباشرة ظهرت تغريدة للسيدة التى تعارض من أجل مصالح شخصية، لتعلن أن الهرم سوف يتم تبليطه!، وهى تشير إلى أننى أحاول إهانتها ولكنها هى من أهانت كل الشعب عندما نشرت أننا نهين آثارنا وأن المصريين سوف يقومون بتبليط الهرم، كنت أتمنى أن تتصف بالمهنية والأمانة وتتحرى الأمر، لتعرف الحقيقة قبل أن تنشر تغريدة مهينة لنا فى كل مكان لتجعل الناس يعتقدون أن هرم الملك منكاورع يجرى «تبليطه»، وذلك بظهور صورة الهرم وهو يكتسى بكتل الجرانيت التى جعلت البعض يظن أن هذا الجرانيت هو «تبليط» حديث للهرم، وليس جزءًا من الكساء الخارجى الأصلى الذى وضعه أجدادنا فى زمن الملك منكاورع، ولم يتم استكماله لوفاة الملك المبكرة.

ويظهر تحت أقدام الدكتور وزيرى حفائر تظهر مدماكين أسفل الهرم، وهذه المداميك ظهرت من قبل عام ٢٠٠٩ فقد قمت فى ذلك الوقت بتكليف الأثرى النشط عصام شهاب بالحفر فى الناحية الشمالية من الهرم وقام بإظهار المدماكين وتم تسجيلهما ورسمهما ولدى هذه الرسومات والصور. أى أن الدكتور وزيرى لم يكن بدأ العمل ولكنه أعلن أن هناك مشروعا وبالتالى سوف يتم دراسته مع الجانب اليابانى.

وللأسف خرج علينا أحد الأشخاص ويلقب نفسه بالعالم الأثرى، والمؤرخ العظيم أو الكبير؛ بينما هو يعمل فى مجال الإرشاد السياحى وبدلًا من أن يركز فى عمله أدلى بدلوه مطالبًا بتشكيل لجنة أخرى من أساتذة الجامعات لكى تدرس هذا الموضوع!، كما لو كان غير مقتنع بنتائج اللجنة العلمية برئاستى وعضوية أشهر علماء الأهرامات فى العالم كله. إن هذه اللجنة التى درست مشروع هرم الملك منكاورع يوجد بها اثنان هما فقط من يعرفان موضع كل حبة رمل فى هضبة الجيزة؛ وهما كاتب هذه السطور والدكتور مارك لينر. لقد قدمنا للعام كله مؤلفا ضخما باسم Giza and the Pyramids. ولقد قمت بحفائر حول الهرم بالجانب الجنوبى وأظهرت الصخر الموجود فى هذا الجانب، بالإضافة إلى الكشف عن تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى تم نحته من حجر الجرانيت الموجود حول الهرم. لقد قامت اللجنة العلمية برئاستى بدراسة الموضوع ووضع «البروتوكول» العلمى الملزم لهذا المشروع الذى سوف ينفذه الدكتور وزيرى مع الجانب اليابانى، وقد أكد لنا الدكتور وزيرى أنه وجد استحالة عودة أحجار الجرانيت المتناثرة حول الهرم مرة أخرى إلى جسم الهرم، لذلك فقد قامت اللجنة بالتأكيد على هذه المسألة التى تضع حدًا للغط المثار حول تبليط الهرم.

أعود إلى مسألة الهجوم على الدكتور مصطفى وزيرى الذى بنى على تغريدة مهينة ممن تعتقد أنها سوف تجلس فى يوم من الأيام على كرسى الوزارة، وصور لها الوهم أن الوصول إلى منصب الوزير يأتى بالتغريدات وركوب «الترند» على منصات الفتنة!، لقد بدأت بالهجوم على شخصى معتقدة أن ذلك سوف يحقق لها الشهرة!، ولم أحاول الرد عليها أو حتى ذكر اسمها، وأنا أعلم أن كل جزء كبير من الخطأ يتحمله كل من شجعها على ما تفعله وصفق وهلل لها بل وأعطاها منصبا ووظيفة هى أكبر بكثير من مؤهلاتها ومستواها ونتاجها العلمى.

إن كل ما فعله الدكتور مصطفى وزيرى أنه أعلن أن هناك مشروعا للهرم الثالث وأن هذا المشروع لن يبدأ إلا بعد أن يُعرض بالكامل على اللجنة الدائمة للآثار المصرية. وهذه اللجنة هى الوحيدة المختصة بمراجعة كل المشاريع العلمية سواء من ترميم أو حفائر. هل يمكن لأثرى بمستوى الدكتور وزيرى أن يقوم بأى عمل يؤذى الآثار؟، الإجابة بالنفى طبعًا هل ننسى تاريخ مصطفى وزيرى العلمى ونصدق أنه سوف يقوم «بتبليط» الهرم؟، إننا إذا نظرنا إلى تاريخه العلمى نجد أنه حفر ورمم العديد من مناطق الآثار فى هضبة الجيزة وسقارة والأقصر، وعندما توليت رئاسة الآثار فى عام ٢٠٠٢ قمت باختياره رغم صغره ليرأس العمل الأثرى بوادى الملوك. واستطاع أن يحافظ على مقابر الفراعنة، وأن يقوم بمشروعات هامة حافظت على وادى الملوك خلال أحداث ٢٠١١. وعندما ترك العمل فى الأقصر وانتقل إلى دندرة أصبح لديه الوقت الكافى للحصول على درجة الدكتوراة. وعاد مرة أخرى لكى يرأس منطقة آثار الأقصر، واختاره الدكتور خالد العنانى وزير الآثار فى ذلك الوقت لكى يعمل أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للآثار.

وخلال السنوات القليلة الماضية استطاع أن يحقق العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة، بالإضافة إلى أعمال الترميم وأن يصبح من أهم الأثريين الذين تولوا أمانة المجلس الأعلى للآثار. إن الخطأ الوحيد الذى حدث من وجهة نظرى كان بالإعلان عن المشروع قبل عرضه على اللجنة الدائمة؛ رغم أن الجميع يجب أن يعلم أنه لا يستطيع البدء فى العمل دون موافقة هذه اللجنة.

ما كتبته هو إنصاف للدكتور مصطفى وزيرى الذى ظل صامتًا ولم يرد على أحد، ومن حقى أن أوضح للرأى العام أن الظلم الذى وقع على هذا الرجل جاء من خلال السوشيال ميديا وممن يعشقون الشهرة ولوعلى حساب سمعة الآثار والأثريين.

«المتحف المصرى الكبير»

قمت هذا الأسبوع بزيارة المتحف المصرى الكبير، والحقيقة أننى أحسست بالفخر لكون مصرنا لديها متحف بهذه العظمة وهذا الجمال. ولا يوجد متحف فى العالم يصل إلى هذا المستوى فى الإبداع سواء من ناحية التصميم والبناء والعرض المتحفى؛ إلا المتحف المصرى الكبير أعظم متاحف العالم. أما عن سبب زيارتى للمتحف فهو أن الشركة القائمة على الإدارة قررت أن تعلن عن قيامى بإلقاء أربع محاضرات بالمتحف وهذه المحاضرات ليست بأجر بل هى هدية منى للمتحف لكى تمكن الشركة من عمل دعاية كبيرة ضمن فعاليات الافتتاح. وسوف تبدأ هذه المحاضرات فى شهر أكتوبر القادم على أن تنتهى فى يناير ٢٠٢٥، بواقع محاضرة كل شهر. وسوف يُعلن عن هذه المحاضرات خلال هذا الأسبوع، وستكون مفتوحة للأجانب والمصريين. ويعقب المحاضرة عشاء للحاضرين وهناك اتجاه لحضور ٥٠٠ شخص بكل محاضرة. كانت هذه هى أول زيارة للمتحف بعد أن تم افتتاح المنطقة الخارجية بما فيها من تمثال الملك رمسيس الثانى وكذلك تمثال الملك والملكة الذى جاء من آثار الإسكندرية الغارقة وعمود مرنبتاح بالإضافة إلى تمثال حابى إله النيل، وبعد ذلك منطقة الدرج العظيم والذى يعرض فيه مجموعة من التماثيل الرائعة لملوك وملكات مصر الذين أبدعوا وتركوا لنا هذه الحضارة العظيمة، وبعض من أهم آثارهم من خلال عرض متحفى أكثر من رائع يليق بقيمة الحضارة المصرية القديمة. لقد كانت معظم هذه الآثار معروضة من قبل فى المتحف المصرى بالتحرير ولكن وفق إمكانيات المتحف القديم والتى لم تعط المساحة الكافية لكل أثر لكى توفر له أنسب أساليب العرض المتحفى، هذا بالطبع ليس خطأ المتحف القديم الذى سيظل أيقونة وسط المتاحف نظرًا لمكانته الرفيعة وسط متاحف الآثار العالمية. سعدت كثيرًا وأنا أرى الزائرين يقفون بانبهار أمام كل أثر بالمتحف المصرى الكبير. وفى النهاية عندى رجاء أتوجه به إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يحدد موعد الافتتاح الرسمى للمتحف، بحيث نعطى فرصة لا تقل عن ستة أشهر لكى يستعد العالم للحدث العظيم والحضور إلى مصر، فهذا المتحف هو المشروع الثقافى الأهم فى مصر والعالم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير من هرم منكاورع إلى المتحف المصرى الكبير



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab