السر عند الملك خوفو ٣

السر عند الملك خوفو (٣)

السر عند الملك خوفو (٣)

 العرب اليوم -

السر عند الملك خوفو ٣

بقلم - زاهي حواس

أعلن أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، الكشف عن ممر يقع مباشرة خلف قمة المدخل الأصلى للهرم بالناحية الشمالية ذى الشكل الجمالونى. وقد دخل هذا الإعلان كل بيت حول العالم الذي احتفل بالعثور على هذا الممر الذي يرى لأول مرة داخل الهرم. وقد أعلنت بصفتى المدير العلمى للجنة العلمية المشرفة على المشروع وفريق العمل أن هذا الكشف هو أهم كشف أثرى في القرن الواحد والعشرين، وأن الهرم للمرة الثانية يكشف لنا عن كشف هام ومثير؛ حيث كانت المرة الأولى هي الكشف عن أبواب داخل الممرات بالحجرة الثانية والتى تعرف بممرات أو فتحات التهوية.

وحقيقة أنا سعيد لأن وزارة السياحة والآثار اختارت لجنة علمية برئاستى وعضوية أثريين أجانب من المتخصصين في عصر الأهرامات؛ وذلك للإشراف على الفريق العلمى للمشروع الذي حقق الكشف المهم. وكان من مهام لجنة الإشراف على المشروع تقديم التقارير للدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار لعرضها على اللجان المتخصصة، وكانت لنا اجتماعات مع أعضاء المشروع الذي يشرف عليه الدكتور هانى هلال ممثلا لجامعة القاهرة؛ ولذلك كان حضور الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة للمؤتمر الصحفى تجسيدًا لدور الجامعة العريقة في هذا الكشف المهم، وباستخدام التكنولوجيا الحديثة في الكشف عن الآثار.

وتعتبر لحظة الكشف عن ممر سرى داخل هرم الملك خوفو من الأشياء التي لا يمكن وصفها بالكلمات، والتى تشعر وقتها أن الزمن يتوقف وأن الكون يتحول إلى سكون تام!. وكان ممن شهدوا تلك اللحظة المثيرة معى عالم الآثار الأمريكى مارك لينر والعالم الألمانى ديترش راو مدير المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة، وقد عرض الدكتور هانى هلال علينا بالصور تطور المشروع، بالإضافة إلى إظهار الممر، وبعد ذلك انتقلنا إلى موقع منطقة الجمالون عند الواجهة الشمالية للهرم، وهناك انضم إلينا فريق العمل بالمشروع. لم أكن أصدق وأنا في طريقى للصعود إلى الهرم أننى سوف أشاهد بعينى هذا الممر، وقلت في نفسى إننا أمام حدث مثير سوف يهز العالم. وعندما وصلنا إلى أعلى المدخل الأصلى للهرم شاهدنا على أجهزة المونيتور الممر السرى وتفاصيله واضحة وكأننا نقف بداخله!، لا أعلم كم من الوقت احتجت لأفيق من الذهول وأتحدث مع أعضاء الفريق الذي قام بإدخال منظار دقيق أسفل جمالون المدخل، وقام بتحريك المنظار لأعلى للوصول إلى الممر الذي ظهر واضحا على شاشة المونيتور. ويمتد هذا الممر إلى حوالى تسعة أمتار طولًا وعرضه أكثر من مترين. وتظهر الكتل الحجرية لجداريه الطوليين، وتغلق الممر في نهايته، وسقفه جمالونى.

وبعد أن تحققنا من الكشف أوصينا بأن يقوم فريق المشروع بجمع أكبر قدر من المعلومات عن الممر بواسطة المنظار، خاصة القياسات وطبيعة الأحجار وتفاصيل البناء، وباستخدام التقنيات التي تم تحديدها لاحقا خلال المناقشات التي تمت مع اللجنة التي أتشرف برئاستها.

أعتقد أن الوظيفة الأكثر احتمالا للممر هي تخفيف الضغط والوزن عن أي بناء يقع أسفل هذا الممر، بما في ذلك فتحة المدخل إلى الهرم والجزء العلوى من الممر الهابط الذي يقع أسفل هذا الممر المكتشف على بعد حوالى سبعة أمتار. وقد تلاحظ لنا أن الكتل الجمالونية التي تشكل سقف الممر المكتشف توزع الوزن لأسفل وإلى الجانبين بعيدا عن الممر، ومن المحتمل أن تكون وظيفة هذا الممر مشابهة لوظيفة غرف تخفيف الضغط، والتى عثر عليها من قبل فريق فرنسى فوق الممر الأفقى والغرف في هرم الملك سنفرو بميدوم، مع الاختلاف حيث إن أسقف الممرات السرية في هرم ميدوم مقوسة وليست جمالونية كما في حالة هرم الملك خوفو. لا بد من أن أشير هنا إلى أن هرم ميدوم بناه الأمير المهندس المعمارى «نفر ماعت» والد المهندس المعمارى «حم ايونو» الذي بنى الهرم الأكبر. وهذه نقطة هامة جدا قد تشير إلى كيفية بناء الهرم الأكبر، وأن الهدف الأساسى كان إخفاء حجرة الدفن كما يتضح ذلك من خلال بردية خوفو والسحرة التي تدور حول بحث الملك خوفو عن أسرار الإله تحوت إله الحكمة كى يتمكن من بناء هرمه.

ومن المهم الأخذ في الاعتبار تلك الملاحظة المهمة، حيث شاهدنا في الناحية الشمالية من الممر السرى المكتشف داخل هرم الملك خوفو جزءً بسيطًا عليه دبش من الحجارة وليس مستويًا مثل باقى أرضية الممر، ولذلك نعتقد أن هذا الجزء عبارة عن فراغ ربما يمكننا من معرفة ماذا يوجد أسفل الممر دون الحاجة إلى فتح أي جزء من الهرم، وأنا شخصيا أعتقد أن حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو تقع أسفل هذا الممر، ولنا أن نتصور ماذا يمكن أن يكون داخل هذه الحجرة من كنوز وضعت لتساعده للعيش سعيدا في «جنة الإيارو»، ولدىّ ثقة في أن هذه الحجرة سوف يتم الكشف عنها من خلال التجارب التي سوف تبدأ خلال شهور قليلة.

عودة إلى الكشف الأول والخاص بالعثور على سدة من الطين تقع خلف الباب ذى المقبضين النحاسيين، وهل تخفى هذه السدة شيئا وراءها؟، هل تخفى الكتاب الذي كتبه الملك خوفو وحدثنا عنه المؤرخ السمنودى مانيتون؟.

وقد استعمل فريق كشف الممر السرى تقنيات علمية حديثة غير مدمرة مثل الأشعة تحت الحمراء وأشعة الميون، والجيو رادار والموجات فوق الصوتية والمحاكاة ثلاثية الأبعاد المعمارية لاستكشاف منطقة الجمالونات. ومن الغريب أن ظهر أعداء النجاح أو أصدقاء الإله ست إله الشر والذين يحاولون هدم كل ما هو جميل يحدث في هذا البلد؟. ولا أعرف كيف يمكن القضاء على طابور الهدم هذا!، بداية عندما قمنا في عام ٢٠٠٥ بالكشف الأول وأرسلنا الروبوت داخل هرم الملك خوفو للكشف عما خلف الأبواب وذلك على الهواء مباشرة وأمام ملايين البشر حول العالم، وبعد الكشف قمنا بعقد مؤتمر صحفى في فندق مينا هاوس وخرج علينا أحد أعداء النجاح يسأل بخبث لماذا عرضتم هذا الكشف يوم عيد اليهود؟، قال ذلك ونحن في غمرة النجاح، وعلى الفور وجدت الفنانة العظيمة الراحلة نادية لطفى تخلع الحذاء لتضربه، لأنه حاول أن يفسد علينا النجاح. والآن يقول حزب أعداء النجاح إن أشعة الميون تؤثر على الهرم وقد أكد العلماء الذين يستعملون هذه الأجهزة أنه لا يوجد تأثير لأشعة الميون على الهرم أو على الإنسان أو أي كائن حى. ينزل من الفضاء يوميا حوالى ٢-٣ مليون جزىء من الميون ويخترق جسم الإنسان يوميا، وهى أشعة غير ضارة على الإطلاق ويستفاد منها في كثير من التطبيقات الحديثة للكشف عن العيوب أو الفراغات في المبانى أو المنشآت التي يصعب الدخول إليها، وحاليا يستفاد منها في الكشف عن نشاط البراكين. وللأسف الشديد ظهر علينا مرشد سياحى يطلق على نفسه صفة المؤرخ، ويطلب أن يسمى شارع حسن صبرى باسمه!، وهو الذي لم يكتب مقالًا علميًا واحدًا في حياته!، ولم يقترن باسمه أي عمل علمى!، ولكن يقترن باسمه الهجوم على نجاح. وللأسف الشديد يدعى أنه أعلن عن هذا الكشف من قبل، ولا أعرف كيف يمكن الرد على هذا الكذب الفاضح؟.

وبالعودة إلى مشروع استكشاف الهرم الذي بدأ في عام ٢٠١٥، وقاموا بعقد مؤتمر صحفى عقد في ٩ نوفمبر ٢٠١٥، وأعلن الوزير المسؤول في ذلك الوقت وأعضاء الفريق العلمى للمشروع أن التصوير بالأشعة تحت الحمراء الذي جرى لمدة أسبوعين كشف عن مكان في القاعدة الشرقية جنوب الركن الشمالى الشرقى يحتفظ بالحرارة الشديدة من محيطها. وبعد المؤتمر الصحفى تصادف أنى كنت ألقى محاضرة أمام أبوالهول، وطلبت من أشرف محيى مدير عام آثار الهرم أن أشاهد المكان الذي أعلنوا وجود الحرارة الشديدة فيه، وبعد المعاينة كتبت مقالا أشرت فيه إلى أن هذه المنطقة تتضمن أعمدة أسمنتية تمت إضافتها في العصر الحديث كخطوة لتدعيم الكتل الحجرية المعلقة، وأن المنطقة التي تحتفظ بالحرارة تعتبر أطول من المناطق المحيطة بها تشمل الجزء الشمالى من الركيزتين الأسمنتيتين الحديثتين، لكنها لا تشمل الجزء الجنوبى!.

ومن المثير للاهتمام أن ملاط الجبس مع ملاط الحجر الجيرى محشو في طبقات كبيرة بين الكتل الأصغر التي تغطى الكسوة، مظهر الممر الممدود، ومع ذلك فقد عثر على العديد من هذه الأماكن في قلب الهرم الأكبر.

أصدر بعد ذلك وزير الآثار قرارا بتشكيل لجنة علمية لكى تقوم بمراجعة كل القرارات التي يعلن عنها عن طريق فريق المشروع، وعقد المجلس الأعلى للآثار اجتماعًا في حضور الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام وأشرف محيى مدير عام آثار الهرم واللجنة العلمية، وعرض الدكتور هانى هلال في وجود بعض أعضاء اللجنة من الجانب الفرنسى واليابانى أن هناك فراغا كبيرا يقع خلف المدخل الأصلى، وهذا الفراغ ليس له صلة بالفراغ أو الممر الذي أعلن عنه، ولذلك كان لدى اللجنة العلمية تخوف من هذا خاصة لأن ديراير يؤكد في كتابه عن البناء في مصر القديمة وجود فراغات في ذلك المكان، وسبب وجود هذا النوع من الفراغات قد يكون من أجل حركة العمال أثناء بناء الممرات الداخلية وخاصة الممر السفلى.

بعد ذلك عرض الفريق علينا وجود فراغ آخر أعلى الممر الصاعد مباشرة، لكن لم نجد لديهم إجابات صريحة عن مكان الفراغ بالظبط أو طوله؛ لذلك طلبنا ضرورة أن تتم دراسات أخرى للعرض علينا خاصة بهذه الفراغات، وأن يتم نشر هذه البيانات في المجلة العلمية «الطبيعة».

وقبلت المجلة نشر هذه المعلومات العلمية، وبعد حوالى عامين من العمل الجاد من أعضاء البعثة التي يقودها الدكتور هانى هلال والذى عرف عنه عشقه للآثار حيث كان هو من أنشأ مركز هندسة الآثار وقام بالاشتراك في العديد من المشروعات الهامة بالمواقع الأثرية؛ لذلك كان هذا الإعلان تأكيدا للعالم كله أن هناك ضرورة لاستعمال العلم في الكشف عن الآثار. ولدينا الآن مشروعان يجب أن تبدأ وزارة الآثار في تفعيلهما؛ الأول الكشف عما يوجد خلف السدة الموجودة خلف الباب السرى الأول داخل ما يعرف بفتحات التهوية في الممر الجنوبى، والثانى الكشف عما يوجد خلف الفتحة الثالثة التي توجد في الممر الشمالى بحجرة الملكة. كما يجب أن يستمر مشروع استكشاف الهرم لمحاولة معرفة ماذا يوجد أسفل الممر الذي كشف عنه حديثًا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السر عند الملك خوفو ٣ السر عند الملك خوفو ٣



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab