بقلم - زاهي حواس
سافرت إلى المملكة العربية السعودية في رحلة لم تستغرق سوى أيام قليلة، وذلك لزيارة بعض المواقع الأثرية بالمملكة، حيث رافقني في هذه الزيارة وفد أجنبي من إحدى المنصات الإعلامية العالمية. وفي الرياض كان الاجتماع الأول مع رئيس هيئة التراث والعديد من المسؤولين والمسؤولات في الهيئة، كما اطلعنا على عرض مميز عن أهم المواقع والاكتشافات الأثرية السعودية.
كانت المحطة الأولى هي زيارة موقع آثار مصيقرة التي تبعد عن الرياض العاصمة بحوالي 120 كلم. وتتبع مصيقرة محافظة القويعية إحدى أكبر المحافظات بالمملكة العربية السعودية، وهي تتبع منطقة الرياض. ومصيقرة موقع شهير بالرسوم والنقوش الصخرية التي تبلغ حوالي 349 نقشاً صخرياً على سطح الهضبة الصخرية التي تبعد بضعة كيلومترات عن طريق الحجاز الشهير. وتحكي نقوش وآثار مصيقرة قصة تاريخ وحضارة تمتد لأكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد.
ورغم تعدد زياراتي للمملكة، فإنني كنت متشوقاً هذه المرة لمعرفة انطباعات الفريق المرافق من الأجانب الذي كان معظمهم يزورون المملكة للمرة الأولى. وفي حقيقة الأمر كانت علامات الإعجاب بالتقدم المذهل الذي حققته المملكة العربية السعودية واضحاً في حديثهم عما سموه المفاجآت السارة بالنسبة لهم.
وقد قال لي أحدهم إنه كان يعلم مدى ثراء المملكة العربية السعودية، لكنه سعيد بأن يرى انعكاس هذا الثراء في كل أرجاء المملكة من شبكة طرق عملاقة تربط كل أرجاء المملكة مدنها وبلداتها وقراها بعضها البعض، إضافة إلى وسائل الاتصال الذكية التي تفوق في جودتها مثيلاتها ببلادهم. وقد حدثني زملاؤه عن مدى إعجابهم بتطبيق وسائل الذكاء الصناعي والإدارة الذكية بمدينة الرياض.
ولقد قمنا بعد زيارة موقع مصيقرة بزيارة العديد من المواقع الأثرية الأخرى وتحدثنا مع المسؤولين عن هذه المواقع وعن أهميتها بالنسبة لتاريخ الجزيرة العربية. والحقيقة أن حماس الأثريين السعوديين قد ترك انطباعاً جيداً لدى الفريق الأجنبي الذي كان بالفعل منبهراً بكل ما يراه من حوله.
لا بد من الإشادة برؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي يرأس كذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. لقد استطاع الأمير محمد بن سلمان تخطي الكثير من العقبات التي كانت تقف حائلاً نحو انطلاق قدرات وإمكانات المملكة لاستشراف المستقبل كواحدة من الدول المؤثرة في عالمنا.
وبالفعل استطاع أن يحقق نهضة غير مسبوقة في مجالات الحياة كافة وقد لمس المواطن السعودي آثار تلك النهضة وانعكاسها على مفردات الحياة اليومية ليرتفع مؤشر الرضا والسعادة لدى السعوديين... وللحديث بقية إن شاء الله.