جزيرة العرب كما لم نعرفها 2

جزيرة العرب كما لم نعرفها (2)

جزيرة العرب كما لم نعرفها (2)

 العرب اليوم -

جزيرة العرب كما لم نعرفها 2

بقلم:زاهي حواس

ما زلنا نتحدث عن مشروع التعاون المشترك بين الفريق البحثي لهيئة التراث بالمملكة العربية السعودية، وفريق خبراء معهد «ماكس بلانك» الألماني لعلوم تاريخ الإنسان، وعنوان المشروع هو «الجزيرة العربية الخضراء». والحقيقة التي صارت ماثلة أمام علماء الآثار اليوم وبعد مرور ما يقرب من قرنين من الزمان على نشأة علم الآثار، هو أن معول الحفر وحده لم يعد الوسيلة الوحيدة للكشف عن أسرار العالم القديم، ولكنّ هناك علوماً أخرى يمكنها أن تساعد علماء الآثار في بحثهم عن حقيقة النشاط الإنساني في الأزمنة القديمة، ومن تلك العلوم المهمة علم المناخ والدراسات البيئية وكذلك علم جيولوجيا الأرض، وعلم النظم الجغرافية، وغيرها من العلوم كما سنرى.
لعل من أهم نتائج مشروع «الجزيرة العربية الخضراء» هو ما أكده الباحثون القائمون على هذا المشروع العلمي أن ما أظهرته الاكتشافات الأثرية من معلومات حول البيئة القديمة والوجود البشري بالجزيرة العربية تشير إلى عدم مواجهة الجماعات البشرية صعوبات في التأقلم مع طبيعة المنطقة سواء المناخية أو الجيولوجية، بالإضافة إلى أن العثور على بقايا حيوانية بالجزيرة العربية، والتي تتشابه مع الحيوانات التي تنتمي إلى البيئات المدارية الأفريقية والصحراوية، يشير إلى احتمال حدوث هجرات بشرية خلال العصر الرباعي الوسيط، الذي بدأ قبل نحو 800 ألف سنة مضت، كذلك خلال العصر الرباعي المبكر الذي بدأ قبل نحو 2.6 مليون سنة مضت إلى الجزيرة العربية، قادمة من أفريقيا، ومنها انتقلت الجماعات البشرية إلى أنحاء قارتي آسيا وأوروبا. هذه النتائج جد مهمة في تتبع النشاط البشري على أرض الجزيرة العربية منذ العصور الأولى وإلى العصر الحديث. ويجب التأكيد أن هذه النتائج هي مجرد البداية لسلسلة طويلة من البحث العلمي والتي سيترتب عليها إما ظهور أدلة جديدة تؤكد ما سبق من نتائج، وإما العكس، وتلك هي متعة البحث العلمي خصوصاً علم الآثار المثير.
لقد تمكن الباحثون ضمن «مشروع الجزيرة العربية الخضراء» ومن خلال المسوحات المُكثفة وأعمال الحفائر العلمية المنظمة، من فهم الظروف المناخية القديمة وطبيعة البيئة السائدة في الجزيرة العربية خلال العصور المختلفة، وذلك من خلال تحليل ودراسة البقايا الحيوانية المتحجرة بموقع تل الغضا، الواقع غرب صحراء النفود. وقد أظهرت تلك الدراسات وجود أنواع متعددة من الحيوانات ومنها الفيل مستقيم النابين وحيوان النّو، والأسماك، والطيور، مما يؤكد انتشار وكثافة النباتات وتوفر المياه بشكل دائم. كذلك فإن العثور على بقايا متحجرة لما تُعرف بالسنوريات كبيرة الحجم مثل النمر الأوروبي والضبع يعدّ دليلاً على أن صحراء النفود في السعودية كانت موطناً لأنواع كثيرة من الحيوانات.
أيضاً كشفت النتائج العلمية، من خلال استخدام نماذج حسابية خاصة ونظم المعلومات الجغرافية للبحيرات والأنهار القديمة، أن موقع طعس الغضاة لم يكن واحة منعزلة، وإنما يرتبط بسلسلة متصلة من البحيرات القديمة التي تشكلت في الفترات المطيرة، وبذلك أصبح في الإمكان التأكيد أن وجود إدارة «نظم المعلومات الجغرافية» التي تُعرف اختصاراً بـ(GIS) ضروري ومهم ضمن الإدارات المختلفة المرتبطة بالعمل الأثري. وقد شرفت بكوني أول من قام بإنشاء هذه الإدارة في مصر عندما كنت أشغل منصب الأمين العام للآثار. وسرعان ما نمت هذه الإدارة وساعدت الكثير من البعثات الأثرية في عملها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة العرب كما لم نعرفها 2 جزيرة العرب كما لم نعرفها 2



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab