أسرار جديدة من نجران

أسرار جديدة من نجران

أسرار جديدة من نجران

 العرب اليوم -

أسرار جديدة من نجران

بقلم: دكتور زاهي حواس

أعلنت هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي عن كشف أثري مثير في موقع الأخدود الأثري بمنطقة نجران ضمن نتائج أعمال التنقيب العلمية التي يجريها خبراء الآثار السعوديون بالموقع. وقد تداولت جميع المواقع والقنوات الإخبارية ووكالات الأنباء خبر هذا الكشف، وخاصة أنه كان مدعماً بصور عالية الجودة لأهم القطع الأثرية التي تم الكشف عنها، وهي عبارة عن نقوش مسندية، وثلاثة خواتم من الذهب، ورأس ثور من البرونز، وعدد كبير من الجرار والأواني الفخارية.

أما عن النقوش المسجلة بالخط المسند الجنوبي، فكان أهمها نقشاً وصفه خبراء هيئة التراث بأنه الأكبر حجماً ضمن النقوش المسندية الجنوبية في منطقة نجران، ولعله كذلك هو أكبر النقوش التي عُثر عليها على الإطلاق؛ إذ إنه مكون من سطر واحد، يبلغ طوله 230 سم وارتفاعه 48 سم تقريباً، ويصل طول حروفه إلى 32 سم، ليكون بذلك أطول نقش مسندي عُثر عليه في تلك المنطقة، وبالتالي فعلينا أن نتخيل ضخامة الحروف المكتوبة على كتلة حجرية كبيرة من الجرانيت. والنص المكتوب تم تنفيذه بعناية فائقة بعد أن تم صقل واجهة الحجر جيداً، وهو في حالة حفظ ممتازة، كما لو كان قد تم كتابته بالأمس وليس منذ مئات السنين. وقد قدم خبراء هيئة التراث ترجمة للنص الذي يعود لأحد سكان موقع الأخدود، واسمه «وهب إيل بن مأقن» الذي ذكر من خلال نقشه هذا أنه قد عمل في سقاية بيته وربما قصره.
أما عن الخواتم الذهبية المكتشفة، فهي بلا شك ضمن أجمل قطع الحلي الذهبية التي تم العثور عليها ليس فقط في منطقة نجران، ولكن في المملكة ككل. تمتاز الخواتم بالدقة في الصناعة والإبداع في تشكيل المعدن الثمين، ولها نفس المقاييس ونفس التصميم؛ إذ يعلو كل خاتم تصميم لفراشة ناشرة جناحيها. والخواتم الذهبية الثلاثة تشير إلى المستوى الاقتصادي الذي تمتع به أصحابها بصفة خاصة والمجتمع المحيط ككل.
نأتي إلى رأس الثور الذي أُعلن الكشف عنه، وهو من مادة البرونز، ولا تزال عليه طبقة لون أحمر، وحالته بصفة عامة جيدة جداً فيما عدا طبقة جنزرة طفيفة، وهو الشيء المتوقع لمعدن البرونز، ويقوم خبراء الترميم السعوديون بالتعامل معها وإزالتها والحفاظ على القطعة الأثرية الثمينة. ومعروف دور ورمزية الثور في الحضارات القديمة التي اتفقت جميعها على اعتبار الثور رمزاً للقوة والخصوبة، سواء في حضارات بلاد النهرين أو الحضارة المصرية القديمة، وكذلك حضارات جنوب الجزيرة العربية، خاصة في ممالك سبأ ومعين وقتباني.
دائماً ما تثير أخبار العثور على حلي أو كنوز ذهبية خيال العامة في كل مكان بالعالم، ربما لسحر بريق الذهب وندرة المعدن، ولكن من الضروري أن يعي الناس أنه بالنسبة للباحثين والعلماء، فإن العثور على إناء، أو حتى كسرة من الفخار، قد يساوي - إن لم يتجاوز - أهمية العثور على الذهب! وذلك حسب قدر المعلومة التاريخية التي يعطيها الأثر المكتشف بغض النظر عن مادة صنعه؛ فربما يكون العثور على نص كتابي أثري على كسرة من الفخار أكثر أهمية من العثور على عقد من الذهب. هذا الحديث بمناسبة العثور على العديد من الأواني الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام بموقع الأخدود، والتي تمد الباحثين بمعلومات مهمة عن تأريخ الموقع، وكذلك النشاط الاقتصادي به.
لا تزال أعمال التنقيب الأثري بموقع الأخدود بنجران مستمرة للكشف عن المزيد من أسرار الاستيطان البشري بهذه المنطقة، وفهم التسلسل التاريخي والحضاري بالمنطقة التي لعبت دوراً مهماً خلال العصور التاريخية المبكرة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار جديدة من نجران أسرار جديدة من نجران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab