الربذة قصة مدينة

الربذة... قصة مدينة!

الربذة... قصة مدينة!

 العرب اليوم -

الربذة قصة مدينة

بقلم - زاهي حواس

بدأت أعمال الحفائر التي يشرف عليها الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد باختيار ثلاثة مواقع في البداية بمدينة الربذة الأثرية بالمملكة العربية السعودية، التي تقع على طريق الحج القديم، الذي يربط مكة والمدينة المنورة بالعراق وبلاد المشرق. تم اختيار تل أثري كبير الحجم بموقع الربذة لإجراء الحفائر العلمية به، وقد تم الكشف عن بقايا المنشآت والعناصر المعمارية المتنوعة، التي بقيت من بنايات مختلفة مثل المساجد والمنازل والقصور المحاطة بأسوار وجدران سميكة مدعمة بأبراج دائرية ونصف دائرية من الخارج وعلى المداخل، أو مرافق الخدمات من خزانات مياه محفورة تحت أرضيات الغرف، وكذلك الأفران المخصصة للطبخ وخزائن الحبوب وقنوات المجاري، وغير ذلك من المرافق.

     

 

             

 

ويشير الدكتور سعد الراشد إلى أنه في أعمال التنقيبات الأثرية تم التركيز على تكوين رؤية للمنشآت المستقلة وترابطها مع المباني المجاورة، ولذلك ظهرت للأثريين صورة واضحة وجلية عن الطراز المعماري للربذة وعناصرها الهندسية والزخرفية وطبيعة المواد المستخدمة في البناء. ومن أهم ما عثر عليه بالموقع كان القصور والمنازل، التي تميزت في الربذة بأسلوب معماري وتصميم هندسي رباعي التخطيط متعامد مع القبلة. وبنيت أساسات الجدران فيها بحجارة غير مصقولة، وغير متساوية الأحجام، وترتفع تلك الأساسات عن مستوى الأرض إلى أقل من المتر. أما العناصر الداخلية للغرف والمرافق فيقل فيها سمك الأساسات للجدران. وعمل البنَّاءون على تقوية الأسوار والجدران الخارجية وتدعيمها بأبراج دائرية ونصف دائرية عند المدخل والزوايا الخارجية لكل مبنى.

وظهرت أنواع من جذوع الأشجار مثبتة على بعض الجدران والأسوار للحد من حدوث شروخ للجدران وبنيت الغرف الداخلية على شكل وحدات يجمعها فناء داخلي، وفيها مرافق الخدمات من أفران ومخازن. وتغطي الجدران طبقة جصية ناعمة. وعثر على بعض زخارف هندسية ورسوم ملونة. ومن أهم الاكتشافات الأثرية كان العثور على لوحة جصية ملونة عليها شريط كتاني يحمل جزءاً من البسملة وبداية آية الكرسي في سورة البقرة.

‏وتدل هذه العناصر الزخرفية على أن مباني الربذة على درجة من الثراء الفني والزخرفي. ويذكرنا هذا الثراء بالمنشآت المعمارية الإسلامية المبكرة في بلاد الشام والعراق، وقد أمكن تمييز عدد من القصور ومن أهم القصور أو المنازل مبني عبارة عن كتلة معمارية ذات تصميم مميز على شكل حدوتي فرس متداخلتين وغير متساويتين وتتكون جدران المبنى من سبعة أضلع مدعومة بسبعة أبراج ركنية، ومزود بالمرافق الخدمية. وكشفت أعمال التنقيب عن وجود إمدادات بنائية ترتبط بها وتتكون من وحدات سكنية ومرافق خدمات متعددة.

بقي أن نقول إن أسرار الربذة كواحدة من أقدم المدن الإسلامية بشبه الجزيرة العربية لم تنتهِ، ونحتاج إلى مجلد كبير يحكي قصة مدينة الربذة من العصر الجاهلي وفي عصر الإسلام المبكر وحتى العصر العباسي.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربذة قصة مدينة الربذة قصة مدينة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab