رحلة إلى آثار المملكة 2

رحلة إلى آثار المملكة (2)

رحلة إلى آثار المملكة (2)

 العرب اليوم -

رحلة إلى آثار المملكة 2

بقلم - زاهي حواس

تناولت في المقال السابق جانباً من مشاهداتي للعمل الأثري الذي يجري حالياً بالمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال زيارتي الأخيرة لزملائي الأشقاء في السعودية مع وفد من الأجانب العاملين في واحدة من كبرى المنصات الإعلامية في العالم. كان من الواضح أن إدارة التراث الأثري للمملكة تسير وفق رؤية مدروسة بعناية، وهي حالياً قيد التنفيذ، وقد بدأت بالفعل تؤتي ثمارها. وقد أخبرني الأشقاء في المملكة أنهم يدركون جيداً حجم التحديات التي لا تزال تواجههم في العمل الأثري بالمملكة. وقد أثارت كلمة «تحديات» أفكاري وجعلتني أتساءل داخل نفسي: هل للمملكة مشكلات مختلفة عن مشكلات مصر في الحفاظ على التراث؟ أم أن هناك عوامل وتحديات مشتركة؟ وهل من الممكن تعزيز أواصر جديدة للتعاون بين الشقيقتين في مجال التحديات التي تعوق العمل الأثري؟ ولذلك سألت الزملاء الأعزاء، ممن تحملوا مشقة مرافقتنا أثناء زياراتنا للمواقع التراثية، عن نوع التحديات التي تواجههم في العمل الأثري، وكانت الإجابة أكثر من مثيرة!
عندما تم الكشف عن البترول في أراضي المملكة منذ ثلاثينات القرن الماضي، بدأت الشركات الأجنبية تنقب عن الذهب الأسود في صحراء شبه الجزيرة العربية، وكان من الطبيعي أن تصادف أعمال الحفر التي قامت بها شركات التنقيب عن البترول والمعادن الأخرى، الكشف عن أماكن أثرية مطمورة أسفل الرمال. وكانت هناك شركات تحترم وجود الآثار فتغير من خططها لتبتعد عن الأماكن الأثرية. ولكن هناك أيضاً كمية من الآثار عثر عليها عاملون في الشركات الأجنبية وأخذوها معهم لبلدانهم.
وسألت مرافقي وماذا بعد؟! وكانت الإجابة أنهم يتابعون ويوثقون كل ما يظهر بالخارج سواء كان معروضاً بالمتاحف أو المجموعات الخاصة أو في صالات المزادات وكذلك أماكن بيع الآثار المعروفة، والمطالبة باستعادة أي قطعة أثرية خرجت من الأراضي السعودية. ولخبرتي الطويلة في استعادة الآثار المصرية المسروقة أعلم تماماً أن استعادة أثر سرق من موطنه ليس بالأمر اليسير ويحتاج إلى كثير من العمل والبحث والمثابرة، خاصة إذا كان الطرف الآخر الذي استقر أو انتهى عنده الأثر غير مستعد للتنازل عنه. وبالفعل نجحت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة الماضية من أخذ خطوات جادة في هذا الملف، واستطاعت استرداد آلاف القطع الأثرية من الخارج، ولا تزال تعمل بكل نشاط لإعادة آخر قطعة من تاريخ وحضارة جزيرة العرب.
أما التحدي الثاني فهو كيفية حماية المناطق الأثرية النائية غير المأهولة والبعيدة بمئات بل آلاف الكيلومترات عن العمران، ولا يذهب إليها سوى محبي رياضة السفاري بالسيارات والحافلات المجهزة لهذا الغرض ذات الدفع الرباعي. وللأسف فإن بعضاً من محبي هذه الرياضة ليسوا على الوعي المطلوب لما يجب أن يكون عليه سلوك الفرد عند الوجود في مكان أثري له تاريخ. وهذا موضوع المقال القادم بإذن الله.

arabstoday

GMT 03:23 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

عن الحرب مجددًا

GMT 09:51 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 09:50 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة إلى آثار المملكة 2 رحلة إلى آثار المملكة 2



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:49 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

السؤال الشائك في السودان

GMT 17:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حادث مروّع في عُمان يوقع قتلى وجرحى

GMT 00:46 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

القذائف تتساقط على وسط مدينة رفح الفلسطينية

GMT 16:23 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

نقل زوجة عمران خان إلى السجن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab