دومة الجندل في صدر الإسلام

دومة الجندل في صدر الإسلام

دومة الجندل في صدر الإسلام

 العرب اليوم -

دومة الجندل في صدر الإسلام

بقلم - زاهي حواس

يكتنف الغموض تاريخ دومة الجندل خلال بدايات العصر الإسلامي، ويتم الاعتماد هنا وبشكل رئيسي على ما ورد في كتابات المؤرخين ومن أشهرهم ابن هشام والواقدي والطبري والمسعودي. ويبدو أن من كان يحكم دومة الجندل في ذلك الوقت تمسكوا بدياناتهم الوثنية لبعض الوقت حتى ذهب بعض المؤرخين إلى القول بأن دومة الجندل كانت بمثابة الملاذ لكل الفارين بدياناتهم الوثنية. وقد قاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً في العام الخامس الهجري وذلك لمنع الجنود من اتخاذ الواحة قاعدة لهم للهجوم على المدينة المنورة نيابة عن الرومان. وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الواحة دون قتال بعد فرار العدو، فمكث بها بعض الوقت قبل أن يعود صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. وبينما هذه هي رواية الواقدي عن تلك الحملة العسكرية، ذكر ابن إسحاق أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة المنورة قبل أن يدخل دومة الجندل وبدون حرب أو قتال.
أما عن المعركة الثانية فقد وقعت في السنة السابعة الهجرية، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم على رأس تلك الحملة الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ومعه من المقاتلين لفتح الواحة وضمان عدم تهديدها للمسلمين سواء أهل المدينة المنورة أو من اعتنقوا الدين الإسلامي في ربوع الجزيرة العربية. ودخل عدد كبير من أهل دومة الجندل في الإسلام، بينما فرضت الجزية على من ظل على ديانته. وقد تزوج عبد الرحمن بن عوف من تماضر بنت الأصبغ بن عمر الكلبي، ابنة زعيم قبيلة بنو كلب المسيحية.
وكانت الحملة الثالثة في السنة التاسعة من الهجرة النبوية الشريفة؛ وبعد معركة تبوك وذلك لمنع تهديد البيزنطيين من الشمال، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه على رأس تلك الحملة ومعه مقاتلاً وذلك لمحاربة الأخيضر حاكم دومة الجندل لامتناعه عن دفع الجزية ومحاربته المسلمين. واستطاع خالد بن الوليد إجبار الأخيضر على التسليم وقد عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قبل بدفع الجزية. وقيلت روايات عديدة عن الأخيضر لا يتسنى لنا مع قلة المصادر تحقيقها أو نفيها؛ فقيل إنه دخل في الإسلام ثم انقلب وخرق الاتفاق وهرب إلى حيرة العراق حيث استطاع خالد بن الوليد قتله.
ذكر الطبري أخبار الحملة العسكرية الرابعة التي تمت في عهد الخليفة أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، وذلك في العام الثاني عشر أو الثالث عشر الهجري. وكان خالد بن الوليد هو نفسه من قاد تلك الحملة واستطاع أن يخضع الواحة منذ ذلك الحين لسيطرة المسلمين. على أن من أشهر الأحداث التاريخية التي ارتبطت بدومة الجندل هو كونها مقر المجلس التحكيمي الذي تم تشكيله من بين ممثلي الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان، وذلك فيما بين عامي و هجرية. وتظل دومة الجندل فاعلاً في أحداث التاريخ رغم معاناتها بعد أن تغيرت خريطة الطرق التجارية التي أصبحت تتبع طرق الحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة كما سبق أن فصلنا ذلك في مقال سابق.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دومة الجندل في صدر الإسلام دومة الجندل في صدر الإسلام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab