مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه

مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه

مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه

 العرب اليوم -

مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه

بقلم - زاهي حواس

انطلقت منذ أيام قليلة جهود فريق علمي متكامل للمسح الأثري للآثار الغارقة على طول ساحل البحر الأحمر، من منطقة رأس الشيخ حميد حتى موقع حطام السفينة الغارقة بمنطقة أملج. تغطي هذه المساحة ما يقرب من 400 كيلومتر من السواحل السعودية على البحر الأحمر. وقبل الدخول في تفاصيل هذا المشروع الطموح لا بد من توضيح أن الفريق العلمي يتكون أساساً من الكوادر العلمية بهيئة التراث السعودية، وبالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وفريق علمي من جامعة نابولي الإيطالية التي سبق لها التعاون من قبل مع الأثريين السعوديين في الكشف عن حطام سفينة أملج التي كتبنا عنها من قبل، باعتبارها نموذجاً حياً لما يمكن الكشف عنه في المستقبل من آثار غارقة أمام السواحل السعودية.
في البداية لا بد أن نعلم أن اكتشاف وإنقاذ التراث الغارق يعتبر من أصعب المجالات الأثرية التي تحتاج إلى إمكانات علمية ضخمة تتمثل في توفر أجهزة المسح البحري، سواء باستخدام السونار البحري متعدد الموجات، وأجهزة المسح الجانبي وأجهزة التحكم عن بعد للأعماق، إلى جانب أجهزة الموجات الصوتية للكشف عن الآثار في قاع البحار والمحيطات، وكذلك أجهزة التصوير الفوتوغرامتري ثلاثي الأبعاد، وأجهزة توثيق وتحديد المواقع البحرية باستخدام نظام تحديد المواقع. وإلى جانب الإمكانات العلمية، فالمتخصصون في مجال الكشف الأثري للتراث المغمور بالمياه يحتاجون إلى سنوات طويلة من التدريب والتأهيل والدراسة للغوص والكشف وحفظ التراث المغمور. ولذلك، لم يكن من الغريب أن تعتمد خطة هيئة التراث السعودية على التعاون البنّاء بينها وبين عدد من الهيئات العلمية داخل المملكة للاستفادة من الإمكانات والخبرات المتوافرة بالفعل في المملكة العربية السعودية ولدى مؤسساتها العلمية. ولقد فوجئت أنا شخصياً بالإمكانات العلمية الجبارة التي تمتلكها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إذ لديها أحدث المختبرات العلمية والأجهزة الحديثة، بل إن الجامعة تمتلك غواصة صغيرة للأبحاث العلمية مذودة بكل ما يحتاج إليه العلماء المتخصصون في علوم البحار. وقد وضعت كل تلك الإمكانات لخدمة المشروع الاستكشافي الذي قادته هيئة التراث في الفترة من منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
مشروع المسح على طول ساحل البحر الأحمر يهدف إلى توثيق المواقع الأثرية التي تحتوي على تراث مغمور بالمياه، وقد نجحت هيئة التراث بالفعل في امتلاك خرائط بحرية محددة عليها عشرات المواقع التي ستجرى بها أعمال الاستكشاف في السنوات المقبلة؛ حيث تقوم هيئة التراث حالياً بتأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر الأحمر والخليج العربي. ومن خلال كوادره المدربة وإمكاناته العلمية، وبالمشاركة مع الهيئات العلمية داخل المملكة وخارجها، ستتمكن المملكة من الكشف عن كنوزها الأثرية بالبحر الأحمر والخليج العربي. إن العمل الأثري بالمملكة العربية السعودية يتطور وفق خطة موضوعة بعناية، بدأت بفضل المجهودات المخلصة من أبناء هيئة التراث وعلمائها تؤتي ثمارها يوماً بعد آخر، الأمر الذي لفت انتباه العالم إلى ما حققته المملكة من نجاحات في مختلف مجالات العمل الأثري، سواء فوق الأرض أو تحت مياه البحر الأحمر.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه مستقبل التراث السعودي المغمور بالمياه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab