لبنان معركة خنفشارية مع التوقيت

لبنان... معركة خنفشارية مع التوقيت

لبنان... معركة خنفشارية مع التوقيت

 العرب اليوم -

لبنان معركة خنفشارية مع التوقيت

بقلم - مشاري الذايدي

لبنان هذا البلد الصغير الجميل، حافل بالبدع السياسية، وصندوق عجائب من الابتكارات الجدلية على لسان ملوك الطوائف.
آخر ذلك الجدل الذي «ألهى بني تغلب عن كل مكرمة» جدل التوقيت الصيفي والشتوي، فهو فاكهة الأحاديث اللبنانية هذه الأيام، لكنها فاكهة طلعها كرؤوس الشياطين.
تحت ضغط سياسي كبير اتخذ طابعاً مذهبياً، اضطر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى إعادة لبنان إلى توقيت واحد، بعدما تسبب قراره تأجيل الدوام الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان، بانتشار توقيتين، إذ رفض وزراء ومؤسسات التزام القرار واعتمدوا التوقيت الصيفي.
ذكر إسكندر خشاشو بجريدة النهار اللبنانية رفض زعيم التيار المسيحي العوني، جبران باسيل، للقرار على اعتبار أنّ إرجاء العمل بالتوقيت الصيفي «قصة ما بتنقبل، ومعبّرة كتير بمعانيها» كما كتب على حسابه بـ«تويتر». يخبرنا الكاتب أيضاً أن ذلك ترافق مع حملة قادها ناشطون من «التيار الوطني الحر» على هذا القرار، معتبرين أن هناك مسّاً بالعادات، ومحاولة فرض ثقافة إسلامية. وذهب بعضهم إلى الحديث عن تبديل عطلة الأحد، ونقلها إلى يوم الجمعة، مع إمكانية اعتماد لبنان التقويم الهجريّ.
تقديم أو تأخير ساعة التوقيت، وهو أمر متبع منذ دهر في لبنان، كان يمضي بنسق تقليدي عادي دون إثارة ضجيج، أصبح مادّة للجدل السياسي بالنكهة الطائفية، كالعادة، في لبنان.
بصراحة، فإن الثقافة الطائفية والطائفية السياسية هي خصوصية لبنانية وموديل إبداعي من بلد الأرز، جرى استنساخه في دول عربية أخرى، على طريقة «اللبننة» السياسية، ولعل العراق واليمن ماضيان بهذا السبيل.
غير أن السؤال الأكبر، من هذا الجدل الفارغ، هو؛ أي زمن فعلي يعيشه لبنان اليوم؟ وهل ثمة أزمنة متباينة متجاورة متوازية في ذات التوقيت تعاش في لبنان؟
هل زمن حسن نصر الله وحزبه الخميني متطابق مع زمن سمير جعجع وقواته اللبنانية؟
هل زمن جبران باسيل، متطابق مع زمن فؤاد السنيورة؟ على زمن وليد جنبلاط متسق مع زمن ميشيل عون؟ وهل زمن قوى التغيير والجماعات المدنية منجدل بزمن نبيه برّي وأمله؟
الحال أننا نعيش ظاهرياً بعضنا مع بعض، في جلّ العالم العربي، لكن لكل طرف زمنه وتوقيته الخاص، مثلاً محمد بديع وخيرت الشاطر وأتباعهما من «الإخوان»، و«مطايا» الإخوان من فلول الثورجية واليسار، لهم زمنهم الخاص المختلف عن زمن مصر الدولة اليوم.
زمن تلاميذ سفر الحوالي في السعودية يختلف جذرياً عن زمن الرؤية والعصر السعودي الجديد، رغم محاولات أفراخ «الصحوة» اليوم إعادة عقارب الساعة الصحوية في السعودية إلى الوراء.
إنها معركة الإحساس الحقيقي بالزمن.

arabstoday

GMT 18:42 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

دراما هاشم فؤاد

GMT 18:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مصر وتوجيه بوصلة العلم إلى الشرق

GMT 18:34 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شروق غزة !

GMT 18:30 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مصر والأزمات الإقليمية

GMT 09:51 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان معركة خنفشارية مع التوقيت لبنان معركة خنفشارية مع التوقيت



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

وفاة الممثل برنارد هيل بطل تيتانك

GMT 08:09 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

وفاة الفنان العراقي علي المطوع

GMT 20:21 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

3 طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 07:59 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

إسرائيل تستهدف 3 مواقع في ريف درعا السورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab