معركة القيم في الكويت

معركة القيم في الكويت

معركة القيم في الكويت

 العرب اليوم -

معركة القيم في الكويت

بقلم :مشاري الذايدي

فيما مضى كان الرئيس السوري حافظ الأسد، وآلته الإعلامية والدبلوماسية تدوّخ الأطراف الغربية والدولية إذا ما كان هناك مسعى ما لما عُرف وقتها بتجريم الإرهاب ومحاربته، وخلاصة التكتيك الأسدي هو: عرّفوا الإرهاب أولاً، ثم نتباحث... والنتيجة هي الدخول في جدالات من نوع تحديد جنس الملائكة بين الرهبان فيما العدو على الأبواب!
اليوم نجد صورة جديدة من هذا التكتيك الأسدي تُستخدم من طرف حُماة الكآبة وبكاة الأطلال الماضية، خصوصاً في دول الخليج، ومنها دولة الكويت، وحتى في السعودية ممن يطرحون اليوم قضية «التعريف» ومن ذلك إرهابهم النفسي لمن ينتقد الصحوة وفكر الإسلاميين وحصادهم من «إخوان» و«سرورية»، ومن وما تفرّع عنهما، بطرح أسئلة مثل: عرّف لنا الصحوة، عرّف لنا التطرّف... إلخ.
الغرض من هذه الأسئلة اللزجة غير المنتجة، هو «تذويب» الموضوع، وتضييع ملامحه.
من هذا الباب أيضاً طرح قضية «القيم» وحماية القيم، عنوان جميل وضروري أيضاً، فلا يوجد مجتمع بلا قيم عليا، ومعايير حاكمة ارتضاها الكل أو الجلّ، غير أنه تحت هذا العنوان يتسّلل حماة الفكر الصحوي المنغلق، بثوب جديد وشعار خادع، وكلنا نتذكر كلمة الخليفة علي بن أبي طالب حين قال له الخوارج: لا حكم إلا لله، فردّ عليهم بهذا القانون الخالد: كلمة حق أُريد بها باطل.
في الكويت اليوم لا حديث للناس حالياً إلا عن «وثيقة القيم» ونوّاب القيم، وخلاصة الأمر هي ورقة كتبها بعض الغلاة، تشتمل على شروط موضوعة لقبول التصويت لبعض النواب، شروط شعبية فيما زعموا، ومنها كما نُشر في الصحافة الكويتية: تأييد المشاريع والقوانين الإسلامية التي يقدمها النواب في مجلس الأمة (يعني توقيع على بياض)، ومحاربة الاختلاط في الجامعات، ورفض المهرجانات والحفلات الغنائية... إلخ.
ولضمان تطبيق تلك الشروط، يجب «فتح خط ساخن مع معدّي الوثيقة لإبلاغ النائب المتعهد أولاً بأول بما يقع من مخالفات شرعية وأخلاقية».
ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تجرّب فيها قوى أصولية فرض مسطرتها على المجتمع، لكنّ ذلك يطرح السؤال الكبير، وهو: ما القيم؟ وهل توجد قيم إنسانية مشتركة أم هي قيم خاصة بنا ولا يوجد فيها أي قيمة مشتركة مع بقية البشر؟
مثلاً، غالبنا يرفض اليوم الطغيان الذي يمثّله التيار الليبرالي الغربي بصورته الأوبامية (تطبيع وتشجيع وصون الشذوذ الجنسي، التطرف في مسألة المناخ والبيئة، ومحالفة الجماعات الفوضوية... إلخ) لكن هل يعني ذلك عزل أنفسنا عن بقية المنجزات الغربية «الحضارية» مثل النزعة العلمية والتسامح الديني واحترام حقوق الإنسان الفعلية، وغير ذلك من القيم «العليا»؟
المراد من الكلام، أن حماية تجربة الانفتاح ومنجزات المجتمعات في التقدم للمستقبل، ضرورة ماسّة، وهذه المكتسبات ليست محصّنة من الاختراق والهجوم، بصورة أو بغيرها.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة القيم في الكويت معركة القيم في الكويت



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab