هل أهل الخليج فقراء إبداعياً

هل أهل الخليج فقراء إبداعياً؟

هل أهل الخليج فقراء إبداعياً؟

 العرب اليوم -

هل أهل الخليج فقراء إبداعياً

بقلم - مشاري الذايدي

كنت أتحدث مع الأستاذ أحمد سعيد، صديق مصري مبدع، ومتابع جيد للذخائر المصرية الأدبية، فسألته عن تاريخ الإبداع المصري في تناول الحقبة العلوية، خاصة مرحلة التأسيس مع الباشا محمد علي ونجله إبراهيم، فأخبرني بأنه يعرف طرفاً من العناوين، لكنها لا تحضره حالياً، وبعد قليل أرسل، مشكوراً، جملة من عناوين مناسبة، قديمة وحديثة.
قادني هذا المثال للتفكير في الفقر الإبداعي، لدينا في دول الخليج العربي خاصة، المستند إلى التاريخ، فالتاريخ كما نعلم هو المغذّي الأول، للمقاربات الإبداعية، الروايات والمسرحيات والدراما والغناء والتأليف الموسيقي.
الملحمة الروسية الأشهر رواية «الحرب والسلام» للمبدع الروسيتولستوي هي ترجمة روائية تدور أحداثها قبل 60 عاماً من الزمن الذي كتبت فيه، وقد تحدث مؤلفها مع الأجداد الذين عاشوا خلال الحرب واحتلال فرنسا النابليونية لروسيا عام 1812 كما كان لحملات نابليون الرهيبة هذه على روسيا - إلى جانب ملحمة تولستوي - آثارها الأخرى على الأدب الروسي، ومن ذلك المقدمة الموسيقية للموسيقار الروسي الشهيرتشايكوسكي.
أشهر روائيي مصر، نجيب محفوظ، استند إلى التجربة التاريخية المصرية القريبة والبعيدة، من أيام الفراعنة، إلى العصر الحديث، وكانت ثورة 1919 حاضرة بشكل خاص في نتاج محفوظ، كما في ثلاثيته الشهيرة، إلى ذلك ظهر تناول هذه الثورة السياسية والاجتماعية والثقافية المصرية في أعمال أخرى لمحفوظ مثل: حديث الصباح والمساء، قشتمر، ميرامار.
حتى لا نأثم برذيلة التعميم، والمرء يتحدث عما يعلم، وفوق كل ذي علم عليم، أتذكر في هذا الصدد بعض الروايات الخليجية المرتكزة على أساس تاريخي محلّي، مثل رواية «الظهور الثاني لابن لعبون» للروائي الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل. طبعاً لدينا الثلاثية أو الخماسية الشهيرة لعبد الرحمن منيف - روائي عربي من أصل سعودي - معلوم أنه صاحب ميول قومية معارضة، لكنه روائي كبير بلا شك، غير أن هذه الرواية - على جمالها الخيالي والبلاغي - أبعد ما تكون عن التعويل «الجاد» على التاريخ المحلّي السعودي، هي أقرب إلى شكل روائي بديع، للهجائيات القومية والثورية إبّان الخمسينات والستينات، وقبل وبعد ذلك أيضاً.
من أجل لمّ شتات القول، نسأل أين نصوص المبدعين السعوديين، أولاً، وبقية المبدعين في الخليج العربي، عن الغرف من مياه التاريخ حتى تصب في نواعير، أو في حالتنا لنقل «سواني» المياه لتجري مياه الإبداع في سواقي الحقول؟!
هل من روايات عن عهد الهيمنة البريطانية في الخليج، عن عهود الهيمنة العثمانية عبر ولاتها في العراق والشام ومصر، على الجزيرة العربية: الأحساء والحجاز ونجد واليمن؟ عن الحروب البرتغالية قبل ذلك بكثير، عن سنوات المجاعات والأمراض العامة والهجرات الكبيرة والحروب الهائلة وأساطير وحكايات السكان المحلية.
نتحدث عن مادّة تاريخية واجتماعية لا حدّ لها ولا عدّ... أين من يترجمها قيمة فنية ويشذّبها قطعة ألماس تبهر العيون وتزين معاصم الحسان؟!

 

arabstoday

GMT 07:13 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أن تمتلك إرادتك

GMT 07:10 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دعوة الوليّة

GMT 05:50 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 05:47 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 05:44 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أهل الخليج فقراء إبداعياً هل أهل الخليج فقراء إبداعياً



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:35 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

وفد من حماس يصل القاهرة السبت لبحث هدنة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab