عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها

عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها

عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها

 العرب اليوم -

عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها

بقلم - مشاري الذايدي

 

صُدمت بالجريمة الشنعاء التي نفذها مراهقان تغذيا من شبكة السوشيال ميديا حتى فقدا عقليهما. إنَّها بحق جريمة تقشعر منها الأبدان وحدثت منذ شهور. الجريمة حصلت بين شبرا في القاهرة، والكويت.

مراهق مصري يقيم في الكويت، طلب من مراهق مصري في حي شبرا بالقاهرة، أن يقومَ بقتل طفل بطريقةٍ بشعة - وكل القتل بشع! - لكن المراهق (طارق) قتل الصبيَّ ثم صوّره وهو ينزع أعضاءَه مثل الكبد والطحال، ثم شطره قسمين... تفاصيل لا تجدها إلا في فيلم رعب هوليوودي مظلم.

على ذكر الظلام، فقد تبيّن أنَّ الهدف من ذلك، أنَّ المراهق المصري بالكويت طلب من طارق «الشبراوي» أن يفعل ذلك مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه، وكان ينوي تنفيذ جريمة أخرى مماثلة... حسناً لماذا يا مراهق الكويت المصري تطلب ذلك؟!

حتى ينشر فيديو الجريمة، أو للدقّة يبيعه، برقم لا نعلمه لجهات لا نعلمها أيضاً.

صار الحديث كلّه عن موضوع «الدارك ويب» أو «الإنترنت المظلم»، الذي هو مسرح ومحرّك هذه الجريمة الحقيرة... فما هو؟

وليد حجاج، الخبير بمجال تكنولوجيا المعلومات، قال لـ«العربية.نت» إنَّ الإنترنت الذي نتعامل معه عبارة عن 3 مستويات، الأول هو المعروف لنا جميعاً، الذي نتصفحه عبر المتصفحات الرئيسية مثل «غوغل كروم» وغيره، وهذا يمثل 3 في المائة من الإنترنت، والثاني ما يُسمى «الإنترنت العميق»، ويمثل نسبة 97 في المائة وبداخله قسم صغير يسمى «الإنترنت المظلم» أو ما يعرف بـ«الدارك ويب»، وهو قسم يتم التداول فيه على المجالات والممارسات المشبوهة كافة.

«الإنترنت المظلم»، كما قال الخبير حجاج، هو القسم الصغير الموجود داخل الإنترنت العميق لا يمكن الوصول إليه بالمتصفحات العادية؛ لأن المواقع التابعة له لا تنتهي بـ«دوت كوم» أو «دوت جي» المعروفة أو «أورج»، ولكن يمكن الوصول إليه من خلال متصفح خاص من الإنترنت المظلم.

هذا القسم تتم من خلاله، حسب شرح التقرير، معاملات تجارة السلاح والمخدرات والدعارة وبيع الأعضاء البشرية، وتسريبات حكومات دول، وبيانات أشخاص، بل يمكن من خلاله التعاقد مع أشخاص لتنفيذ عمليات اغتيالات، ومخططات تخريبية وغيرها، مشيراً إلى أن هذا باختصار هو قسم «الدارك ويب»، الذي تمت الإشارة إليه في جريمة طفل شبرا.

ماذا لو حصل تزاوج، بالحرام طبعاً، بين «الدارك ويب» وأقصد به الجانب المظلم من الفكر المغيّب عن التداول العلني في وسائل الإعلام وفي حتى «التايم لاين» بمنصة «إكس» أو صفحات «فيسبوك» وغيرها؟!

فكرٌ يعلن صراحة عن تكفير حكّام الدول العربية وكل موظفي الشرطة والجيش، بل وأحياناً كل موظفي القطاع الحكومي، ويدعو لاغتيالهم، ويستبيح دم مَن يرفض فكرهم.

ألا نتذكر معاً جريمة اغتيال مراهقَين توأمَين - بايعا خليفة «داعش» أونلاين - لوالدتهما وأهلهما بدمٍ بارد في السعودية قبل سنوات قريبة؟!

هل نحن على علمٍ بما يُدار من نقاشات ويُرتّب من عمليات في هذه الحارات المظلمة؟!

أقرب سبيل لتقليص مساحات الظلام هذه هو تسليط أشعة الشمس عليها لمحو الظلام واكتساح عيون مصّاصي الدماء.

ذلك يكون بفتح نقاشات جريئة وجديدة ضدّ فكر كل جماعات المضللة الإرهابية.

arabstoday

GMT 01:22 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

بايدن... وعينُ الرِضا

GMT 01:13 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

... أمّا وقد اقترعت فرنسا

GMT 00:47 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

ما طار طير وارتفع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها عندما تموت القلوب ويُستحوذ عليها



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:29 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

قصف تركي عنيف علي محافظة أربيل العراقية

GMT 12:19 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

الحيل التي تتبعها أصالة لإبراز خصرها النحيل

GMT 11:58 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

جولة على أبرز أحياء العاصمة باريس

GMT 11:47 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

كارول سماحة بإطلالات راقية وجذّابة

GMT 11:32 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

أوكرانيا تعلن قصف مطار عسكري روسي في القرم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab