قانون ياسين بونو «ليست مشكلتي»

قانون ياسين بونو: «ليست مشكلتي»

قانون ياسين بونو: «ليست مشكلتي»

 العرب اليوم -

قانون ياسين بونو «ليست مشكلتي»

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

هذه العبارة الوجيزة لحارس مرمى منتخبِ المغرب لكرة القدم، من كواشفِ الكلم، ومفاتيح البيان، لمعضلاتٍ ومشكلاتٍ تتجاوزُ كرةَ القدم. بل الرياضةَ كلَّها.
ما هي الحكاية؟
حسب ما انتشر على نطاق واسع بمواقعِ التواصل الاجتماعي، وتناقلته وكالاتُ الأنباء، رفضَ حارسُ الفريقِ المغربي، البطلُ الرائع في مونديال قطر العالمي الحالي، ياسين بونو، الحديثَ بغير اللغة العربية، في المؤتمر الصحافي الذي أعقبَ مباراة المغرب والبرتغال، السبت السالف؛ حيث قال: «ليست مشكلتي أنَّكم لم تحضروا مترجمين لكم».
الحارسُ المغربي حازَ التقديرَ الكبير بعد صولاتِه وجولاتِه في حماية البوابة المغربية من هجماتِ المنافسين، رفقةَ بقيةِ أبطال المنتخب الوطني المغربي كلهم، مثل السايس ومزراوي وأوناحي ومرابط وحكيمي وزياش والنصيري، صاحب القفزة الرهيبة، والناصري وغيرهم بقيادة الداهية خلف الكواليس، الكوتش وليد رقراقي.
الحارس بونو يلعب في الدوري الإسباني حارساً لفريق إشبيلية. وقرأتُ أنَّه يجيد 3 لغات، مع لغتِه الأم العربية، وهي الفرنسية، مثل جلّ المغاربة، والإسبانية والإنجليزية، وعليه فهو اختار الحديثَ بالعربية عمداً، خاصةً أنَّ البطولةَ تجري في بلادِ العرب.
هذا الفعلُ ليس وليدَ اللحظةِ في قطر، فياسين بونو كان قد كرَّر هذا الأمرَ في أحدِ المؤتمرات الصحافية السابقة، خلال مشاركتِه مع منتخب المغرب ببطولة أفريقيا، بعد اعتراضِ بعض الصحافيين على إجابتِه باللغة العربية، ليردَّ عليهم بونو: «ليست مشكلتي أنَّكم لا تتحدَّثون العربية. أنا عربيٌّ وعليكم المجيءُ بمترجم»، وأكملَ إجابتَه باللغةِ العربية.
ما يُراد قولُه هنا، انطلاقاً وبعيداً عن النصرِ المغربيِّ الكرويِّ العالميِّ، هو معنى؛ ليست مشكلتي أنَّك لم تكلف نفسَك واجبَ فهمي.
أنقلُ هذا الموقفَ لسياقاتٍ حضاريةٍ وسياسيةٍ وأخلاقية أخرى مع الغرب. عنيتُ الغربَ بصورته الليبرالية الأوبامية اليوم.
ليست مشكلتي أنَّك لم تكلفِ نفسَك عناءَ فهم واستبطان الموقفِ السعوديِّ والعربيِّ من العربدةِ الإيرانية في ديارِ العرب، والإفسادِ المنهجيِّ الخبيثِ للمجتمعات العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ليست مشكلتي أنَّك لم تفهمْ أنَّ العربَ لديهم حلمٌ حضاريٌّ مشروعٌ، ليس على طريقةِ عبدِ الناصر وصدام وحافظِ والقذافي، بل حلمٌ تنمويٌّ نهضويٌّ «واقعيٌّ» يقومُ على التعاونِ وليس التغالب.
ليست مشكلتي أنَّك تزدرِي قيمَ الصحراءِ العربية، وترى أنَّ قيمَ الغرب (مرةً أخرى نقولُ الغرب بصفته الليبرالية الأوبامية) هي الحقُّ المطلقُ واليقينُ الأعلى.
لا نقولُ إنَّ ثقافتَنا خاليةٌ من العيوب، وتاريخَنا صافٍ من المثالب، وسياساتِنا السالفةَ والحاليةَ نافعةٌ كلُّها. نعلمُ معايبَنا وندركُ مثالبَنا، ونسعى لإصلاحِها، أو يسعى بعضُنا للدقَّة! غير أنَّ المستفزَّ حقاً هو هذا الشعور لدى بعض العالم، خاصة الغربيَّ، بعدم الحاجةِ لتكليف النفس واجبَ (ولا أقول عناء) فهم الغير، وهذا سحرُ عبارةِ الأسدِ المغربي؛ ياسين بونو.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون ياسين بونو «ليست مشكلتي» قانون ياسين بونو «ليست مشكلتي»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab