فيلبي وحفيدته سارة وإثارة الشجون

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

 العرب اليوم -

فيلبي وحفيدته سارة وإثارة الشجون

بقلم - مشاري الذايدي

لم يعلم كثير من السعوديين، والمهتمين، أنَّ السياسي والعالم والتاجر والرحّالة البريطاني الشهير هاري جون فيلبي أو (الحاج عبد الله فيلبي) لديه سلالة سعودية ناجحة.

لكن انزاح حجاب الدهشة حين تناقل الإعلام والسوشيال ميديا صورة الفتاة السعودية (سارة بنت فارس بن عبد الله فيلبي) وهي تنال شهادة الدكتوراه في علم الأجنّة والبيولوجيا، من جامعة الفيصل بالعاصمة السعودية الرياض، وهي من أفضل الجامعات بشهادة الخبراء.

تحدثت الدكتورة الجديدة، سارة، إلى «الشرق الأوسط»، عن أثر جدّها في حياتها وهي التي لم ترَه قط.

تقول إن «العلم هو المسار الذي يصلها بإرثه، في حين أن سيرته تحثّها على نهل المزيد من المعرفة».

أصابت سارة في اختيار هذه الرابطة، حيث إن العمل السياسي في مطالع القرن العشرين، للإمبراطورية البريطانية في الشرق والشرق الأوسط، في نظري، هو أقلّ المواريث التي خلّفها وراء ظهره السياسي الكبير فيلبي.

خدم الرجل إمبراطوريته في الهند والعراق والأردن، غير أن أهم فصول حياة الرجل كانت حين قدم إلى «نجد» عام 1917 في بعثة سياسية لمقابلة سلطان نجد حينها، الملك عبد العزيز آل سعود.

كتب عن تلك الرحلة كتاباً رائعاً باسم «بعثة إلى نجد»، ثم توالت فصول فيلبي السعودية، فهو منذ أن عرف بطل العرب الأول ومجدّد مجد الجزيرة العربية، الملك عبد العزيز، وهو مأخوذ بعظمة هذا القائد الاستثنائي الذي كأنه، بالنسبة لفيلبي، خارج من عمق تاريخ العرب الأول المجيد، تاريخ عمر وخالد ومعاوية والبقية الذهبية من رموز عظمة أبناء الصحراء العربية.

ولد هاري سينت جون بريدجر فيلبي في سيلان (سريلانكا حالياً) في 3 أبريل (نيسان) 1885م، حيث كان والده يملك مزرعة شاي هناك، ووالدته كانت ابنة الجنرال في الجيش البريطاني جون دنكان، وعندما كبرت الأسرة عادت إلى بريطانيا عام 1891 لضمان تعليم الأطفال في المدارس البريطانية.

كان الفتى نابهاً متمرداً عبقرياً منذ نشأته، يكفي أن نعلم، وهو خرّيج جامعة كامبريدج أنه كان يتقن، بجانب لغته الأم التي يقول الخبراء إنه كان من خيرة كتّابها، اللغتين الألمانية والفرنسية.

ومن اللغات الشرقية: الأوردية والبلوشية والفارسية... وطبعاً اللغة العربية التي كانت سلاحه وهو يجوب صحاري وجبال الجزيرة العربية، بل كان يعرف لهجات أبناء البادية والحاضرة، والفروق بينها!

كتب فيلبي مؤلفات ثمينة عن تاريخ السعودية والجزيرة العربية، عالجت موضوعات مختلفة، حيث وقف ميدانياً على جغرافيا وطبوغرافيا الأرض، وقدّم له الملك عبد العزيز كلَّ الدعم لنجاح رحلاته تلك، وأصدر كتباً «مرجعية» إلى اليوم، مثل رحلاته إلى أرض مدين، نيوم اليوم، وغير ذلك كثير.

الجانب الشخصي من حياة فيلبي مثير أيضاً، فهو والد جون فيلبي، أشهر جواسيس السوفيات ضد بريطانيا، بعدما كان من أشهر رجال استخبارات التاج البريطاني، غير أن تلك حكاية مختلفة.

يهمّنا حكاية الرجل السعودية، حيث أعلن إسلامه 1930م، وأطلق عليه الملك عبد العزيز شخصياً اسم عبد الله، وكان بمثابة مستشار غير رسمي في بلاط الملك، وأقرب لشخصية «الصديق» من شخصية الموظّف، كان كما قال عارفوه إنه حادّ المزاج صريح اللهجة، وهذا ما سبب له مشكلات كثيرة مع البعض.

تزوج من سعودية وأنجب منها ولديه فارس وخالد، ولهما ذرية في السعودية، الدكتورة سارة، التي بدأنا بها المقال، هي حفيدته من جهة ابنه فارس.

في أكتوبر (تشرين الأول) 1960م رحل الرجل الصاخب العالم المغامر عبد الله فيلبي في بيروت، ودفن بهدوء في مقبرة الباشورة، للمسلمين السنة.

رجاء أخير، هل حان الوقت لتقديم «كل» تراث فيلبي ونشره من جديد، نشراً علمياً أميناً ليظلّ في لوح التاريخ المحفوظ؟

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلبي وحفيدته سارة وإثارة الشجون فيلبي وحفيدته سارة وإثارة الشجون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab