بين إرهاب وإرهاب

بين إرهاب وإرهاب

بين إرهاب وإرهاب

 العرب اليوم -

بين إرهاب وإرهاب

بقلم - سوسن الشاعر

في حرب الغرب على الإرهاب حين كان مصدره («القاعدة» و«داعش» و«بوكو حرام») منحت تلك الدول لنفسها تفويضاً سمح لها بالقصف الجوي وملاحقة قيادات المنظمات الإرهابية وقتلهم أينما كانوا، دون انتظار لأخذ إذن من أي دولة أو حتى من الأمم المتحدة؛ فالتفويض أعطاهم الكارت الأخضر المطلق.

وحين كانت الحرب على الإرهاب بمنظمات وميليشيات كـ«القاعدة» و«داعش»، فرضت تلك الدول عقوبات مشددة على الدول الداعمة بأي شكل من أشكال الدعم، حتى وإن كان معنوياً.

أما والإرهاب الآن تراعه دولة، فإنَّ التعاطي مع هذا الإرهاب مختلف تمام الاختلاف، رغم أن أدق البيانات وبنك المعلومات الاستخباراتية يشمل مواقع إقامة واجتماعات القيادات الإيرانية، ومواقع تخزين السلاح ومواقع تصنيعها ومنصات إطلاقها في مواقع ودول، لكنهم يترددون، والذرائع التي تمنعهم من ملاحقتهم لا حصر لها، ويمكنك أن ترصد الفارق بين محاربة الإرهاب حين يكون سنياً على محاربته حين يكون شيعياً!

منذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تؤكد أن الإرهاب منبعه فقه سني، كما قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالدار مانان خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة في مايو (أيار) من عام 2020.

إذ صرح مانان في نيويورك «أتينا لنذكّرهم أنه بالنسبة إلى الأوروبيين ولفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السني، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية». (وكالة الصحافة الفرنسية).

كانت حينها مراكز الأبحاث والدراسات الغربية تركز في أبحاثها على أن الموروث الإسلامي بنسخته السنية هو منبع الإرهاب، وتبحث عن الربط بينه وبين المراجع التي يستند إليها قادة التنظيمات الإرهابية كـ«القاعدة» و«داعش» و«بوكو حرام» ومراجعهم الدينية وتدرس الخطاب الخاص بهم؛ لذلك كانت الدول الغربية متشددة في محاربة جذوره حتى وصل الأمر لطلب تغيير المناهج الدراسية في الكثير من الدول العربية، كما صرح بذلك مراقب الدولة الأميركي لويس دودارون، ودفع جميع الدول لمراقبة حركة الأموال وتنقلاتها بدعوى مكافحة تمويل الإرهاب، وغيرها من الإجراءات الدقيقة التي وصلت إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلى هذه الدرجة كانت الأريحية التي منحتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية لنفسها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

أما اليوم، فوكلاء إيران في المنطقة هم من يشنّون الحروب على الوجود الأميركي في المنطقة كميليشيات «الحشد الشعبي» وهم يهددون الممرات المائية، و«حزب الله».

هم من يقاتلون الأميركيون، ومع ذلك يترددون في مواجهة الوكلاء ويلتمسون كل الأعذار لعدم مواجهة هذا الإرهاب المتدثر تحت ستار التوسع؛ لأنهم يعلمون حجم المخزون وترسانة الأسلحة التي كانت تهرب تحت سمعهم وبصرهم، باعتباره سيكون موجهاً لمزيد من الهيمنة على الدول العربية، حينها كان لا بأس من إدخالها وتخزينها، بل لا بأس من تصنيعها محلياً ووضع منصات إطلاقها كما في اليمن، الذي يعرفون كل منصة فيه وكل مخزن فيه وكل مصنع فيه، بدليل المواقع الـ73 التي استهدفتها الصواريخ الأميركية.

ظنوا أن وكلاء إيران لن يتعدوا مهامهم التي غضّ الغرب الطرف عنها وتركوهم بأريحية تامة كي يكبروا وتكبر قدراتهم، فهرّبوا السلاح وخزّنوه وصنّعوه، ظنوا أن إيران يمكن احتواؤها واحتواء وكلائها معها، وهذا هو سوء التقدير الذي تدفع ثمنه اليوم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين إرهاب وإرهاب بين إرهاب وإرهاب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab