إعلان وفاة سياسة «المحاور»

إعلان وفاة سياسة «المحاور»

إعلان وفاة سياسة «المحاور»

 العرب اليوم -

إعلان وفاة سياسة «المحاور»

سوسن الشاعر
بقلم- سوسن الشاعر

نجح وزير الخارجية الهندي جاي شنكر في أكثر من لقاء في تحديد معالم النظام العالمي الجديد، أو «المتغيرات» التي طرأت على النظام العالمي، كما يحلو له الوصف، هذه المتغيرات استجابت لها العديد من الدول سريعاً، ومنها المملكة العربية السعودية ودول الخليج وجمهورية مصر والهند، بشكل تحافظ فيه تلك على علاقتها بالولايات المتحدة وأوروبا، لكنها لا تقف وراءها، وهناك فرق.
اليوم، لم يعد هناك مكان لسياسة المحاور المبنية أسس استقطابها بناء على القوى العسكرية، والسؤال التقليدي الذي دأبت القوى الغربية على سؤاله للدول الأخرى: هل أنتم في محورنا أم مع المحور الآخر، أياً كان هذا المحور الآخر؛ الاتحاد السوفياتي سابقاً، أم روسيا والصين حالياً؟ سؤال لم يعد فعالاً، ولم يعد القبول بطرحه مسموحاً به بعد تلك المتغيرات.
يقول جاي شنكر وزير الخارجية الهندي: «على أوروبا وأميركا أن يتوقفا عن التفكير بعقلية توهمهما أن مشكلاتهما هي مشكلات العالم. لا، ليس ذلك صحيحاً... مشكلات العالم مختلفة عنكما، ومشكلاتكما لا تعنينا، وكلّ يبحث عما هو أفضل له لحل مشكلاته؛ فلا تسألونا: مع من أنتم؟
ثم إن قصة تحديد مواقفنا السياسية مع دول العالم الأخرى ومع القوى الأخرى في قضية أو إشكالية أو أزمة تحدث عندكم بناء على مواقفكم أنتم وإلزامنا باتخاذ مواقفكم؛ فإن لم نتفق معكم حُكِم علينا أننا مع المحور الآخر... تلك معادلة عفى عليها الزمن».
التكتلات الآن أصبحت اقتصادية أكثر منها عسكرية؛ فعلى سبيل المثال نجحت «مجموعة العشرين» في إزاحة أهمية «مجموعة السبع»، لا يمكننا تجاهل أثر هذا المتغير على السياسات الخارجية للدول الأخرى، وبناء عليه لا يمكنك أن تسأل أيّاً من تلك الدول العشرين، وقد اختلطت مصالحها الاقتصادية، أين تقف؛ معكم أو مع الصين وروسيا؟
إن الصعود الاقتصادي لدول خارج المحور الغربي فرض أمراً سياسياً مختلفاً تماماً. أصبح الاقتصاد هو الذي يستقطب التكتل فعلاً.
كما أن الاستقطابات التي تتشكل نتيجة التهديدات هي الأخرى انتهى زمنها؛ فالعقوبات الاقتصادية، سلاح الغرب المعتمد منذ عقود لفرض مصالحه وقيمه، لم يعد فعالاً؛ ذلك مؤشر جديد دق ناقوساً يسترعي الانتباه للغرب، لكنه ما زال بعيداً عن أسماعه؛ فالغرب فرض عقوبات على مَن يشتري النفط من روسيا، إنما روسيا ما زالت تبيع نفطها للعالم، بل إن بعض الدول الأوروبية تشتريه منها التفافاً على العقوبات.
العقوبات لوحت في الأفق لمن يمتنع عن زيادة الإنتاج النفطي، لكن دول «أوبك بلس» اتخذت قراراً بعيداً عن الإملاءات السياسية الغربية، فخفّضت الإنتاج بدلاً من زيادته، مما أثار الغضب، وتوعدوا بالعقوبات.
لأن الاقتصاد ببساطة لم يعد تابعاً للسياسة، بل العكس؛ دول العالم لم تعد ملزمة بالمواقف الغربية، هذا ما يجب أن تعيه دول الغرب، وقد تبين ذلك بوضوح من الموقف الدولي تجاه العقوبات التي يلوح بها الغربي عند كل مشكلة تتعلق بالمصالح الغربية.
المعادلة أصبحت بسيطة جداً، وهي أن المصلحة الاقتصادية هي التي تحدد الموقف السياسي لا العكس، وهذا ما لم تستوعبه الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية.
الخلاصة: لم تعد سياسة المحاور الثنائية ثابتاً لا يتزعزع، ويعد فرضه بالعقوبات ممكناً، وعلى الغرب أن يرى تلك المتغيرات سريعاً، ويرى مدى تصاعد حجم استقلالية القرار في الدول التي كانت تدور معها في محاورها، لأن واقعها الاقتصادي وتأثيرها الدولي صعدا من واقعها السياسي، كما يحدث الآن مع المملكة العربية السعودية، ومع الهند، ومع كثير غيرها.
الجديد الآن أن هذه الدول، رغم عدم انصياعها للإملاءات الغربية، فإنها لن تقاطع الولايات المتحدة وأوروبا ولن تقف ضدهما؛ فلم تعد القرارات تُتخذ بناء على وجودها في محور ما، بل أصبحت تُتخذ باستقلالية تامة بناء على مصالحها الذاتية. كلما سارع الغرب بالاعتراف بهذه المتغيرات، بنى استراتيجيته على معطيات واقعية، وكان ذلك في صالحه.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان وفاة سياسة «المحاور» إعلان وفاة سياسة «المحاور»



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab