سياسة محمد بن سلمان الحازمة

سياسة محمد بن سلمان الحازمة

سياسة محمد بن سلمان الحازمة

 العرب اليوم -

سياسة محمد بن سلمان الحازمة

بقلم - سلمان الدوسري

مُنذ تأسيس المملكة العربية السعودية، والشيء الثابت دائماً أن السعودية تنتصر. لم يمر على دولة تحديات ومنعطفات على مختلف المستويات، كما حدث مع المملكة، وفي كل مرة تتجاوز ببراعة وتخرج مُنتصرة. آخر انتصاراتها في قمم جدة؛ حيث حققت في يومين ما تأمله دول غيرها في سنوات. فما قبل قمم جدة ليس كما بعدها.
أستطيع وصف ما حدث في جدة، قبل أيام، بأنه فصل جديد في العلاقات السعودية - الأميركية، والعلاقات الخليجية - الأميركية، وعلاقات أميركا بالمنطقة. أوضحت الرياض أن العلاقة يجب أن تقوم بالضرورة على الندية، وأن احترام قيم الأطراف (بما يحقق مصالح التحالف الموثوق) أساس للشراكة، وأي قرار لا بد من أن يقوم على موافقة الجميع، وقتل الأفكار القديمة المترسخة لدى السياسي الأميركي، مثل كذبة «الحماية مقابل النفط»، وقدرة القيادة الأميركية على قيادة المنطقة، وغيرها.
«أصبح واضحاً أن من أراد أن تكون له أجندة عالمية فعليه التحدث مع السعودية»، من حديث وزير الخارجية السعودي أقتبس، وأجعله أساساً لشرح وجهة النظر السعودية الحديثة التي يقود سياستها الخارجية الحازمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كقائدة للمنطقة؛ حيث قالت لجو بايدن وفريقه باختصار: «لا إملاءات. مصالحنا وقيمنا أولاً».
البروباغندا الأميركية، وبقايا أذيالها في المنطقة، حاولت أن ترفع من سقف المخرجات للقمم مبكراً، من وجهة النظر الأميركية؛ بلا اعتبار للأطراف الأخرى، لتحظى على الأقل بالحد الأدنى من المطالب؛ إلا أن الرد الصاعق بالمخرجات أوجع بايدن قبل أن يعود، وراح يلملم جراح إخفاقاته بتصريحات متخبطة، تبحث عن انتصارات وهمية، تحفظ ماء الوجه وتُبقي على أصوات الناخبين.
أوضحت السعودية أنه لن تكون هناك زيادة في الطاقة الإنتاجية للنفط، وأنها تعمل للوصول إلى 13 مليون برميل يومياً، وفقاً للخطة المعلنة مسبقاً، حتى قبل أن يقرر بايدن السفر إلى جدة. وجهة النظر السعودية المتسقة مع «أوبك بلس» كانت صادمة للرئيس الأميركي، بعدما خسر أي مكاسب أحادية في الملف الأساسي لزيارته؛ خصوصاً عندما اكتشف الغضب الكبير عليه وعلى سياساته المتخبطة بالمنطقة، وفشله في إيجاد حل يخفض من أسعار النفط أو يساهم في مساعدة الاقتصاد الأميركي المريض.
الملف الثاني الذي قرر الأمير محمد بن سلمان أن يضع له أُطراً واضحة في وجه التداخلات الأميركية، هو القيم الخاصة بكل أمة. أُبلغت واشنطن أن القيم الأميركية مناسبة ومشرقة من وجهة النظر الأميركية؛ لكنها ليست بالضرورة تتسق مع القيم السعودية أو أي أمة أخرى، وأن محاولة تصديرها أو فرضها ستنعكس سلباً على واشنطن، قبل أي أحد آخر.
للسعودية خصوصيتها، وهذا ليس تعبيراً مجازياً، وإنما هو حقيقي يجب على الجميع استيعابه. بل أميل للقول بأن لكل دولة خصوصيتها، ومن حقها اختيار القيم التي تناسبها، بما لا يضر الآخرين خارج حدودها.
وحتى فكرة التطبيع وفقاً للرغبة الأميركية لم ولن تنجح، ما لم تمر بالشروط السعودية، ومبادرة السلام، علاوة على أن موضوع «الناتو العربي» المُتخيّل ليس بالطريقة التي صورته بها وسائل الإعلام الأميركية؛ بل هو مشروع سعودي خالص، بحسب ما قطع بذلك وزير الخارجية في المؤتمر الصحافي في ختام قمة الأمن والتنمية بجدة، ليُسقط بذلك قيمة الجزرة الأميركية التي كانت تحاول التسويق لها بين دول المنطقة؛ وأن هناك خيارات عربية وروسية وصينية، مع الإبقاء على التحالف الأميركي على مبدأ المصالح المشتركة والندية.
من يرصد قساوة تصريحات السياسيين الأميركيين على وجه الخصوص، والغربيين بشكل عام، ضد السعودية وقيادتها ومصالحها وسياساتها، ويتابع نتائج القمم -وحتى الملفات الأخرى- يعي جيداً قدرة الرياض على استيعاب الأمر بسياسة النَّفَس الطويل، والعمل على كل ملف وقضية برشاقة سياسية وسيادية، تفضي بها أخيراً إلى الفوز دائماً.
أي متابع يلحظ الهجمات المتكررة، السياسية والإعلامية، التي تحاول تقويض الدور السياسي الحازم الكبير لولي العهد، وتشويه صورة المملكة، وكل ما يتعلق بها من مشاريع وخطط واعدة. تزداد الحملات طردياً مع النجاحات، وهو واضح للأغلبية، ومع ذلك تنتصر السعودية دائماً، وهذا هو الأهم.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة محمد بن سلمان الحازمة سياسة محمد بن سلمان الحازمة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 10:44 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
 العرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 14:49 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
 العرب اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون

GMT 17:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وحدات الجيش السوري تسقط عشرات الطائرات المسيرة في ريف حماة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab