السعودية مركز الوساطة والقرار

السعودية... مركز الوساطة والقرار

السعودية... مركز الوساطة والقرار

 العرب اليوم -

السعودية مركز الوساطة والقرار

بقلم: سلمان الدوسري

في بدايات الأزمة الروسية - الأوكرانية كتبت مقالة بعنوان «أزمة أوكرانيا: المكارثية الجديدة في إرهاب الخصوم»، تحدثت فيها عن تلاعب الغرب فيما تسميه الحقوق وشعاراتها، وكيف تختلف طريقتها في التعامل معها عندما تتقاطع مع مصالحها، وتحديداً عندما حاولت شيطنة أصحاب الرأي المخالف لوجهة النظر الغربية من الأزمة.
مبكراً، قررت الرياض عدم الانحياز لأي الأطراف في الأزمة، رغم محاولات الغرب سياسياً وإعلامياً التأثير على موقفها، كما قادت السعودية دول مجلس التعاون لاتخاذ موقف محايد، حيث أكدت الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضرورة العودة إلى الدبلوماسية والاحتكام إلى الحوار والمفاوضات السلمية بين أطراف الأزمة الروسية - الأوكرانية، وضرورة الالتزام بما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة بعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية.
ما كان غير واضح لكثيرين، واتضح أكثر في هذه الأزمة وملفات أخرى في الفترة الأخيرة، هو أن المملكة قررت أن تضع مصالحها في أعلى ترتيب الأولويات، وتتخذ مواقفها بناءً على ما تتطلبه هذه المصالح، بعيداً عن الاعتبارات الأخرى.
ورغم أن كل ما قيل عن الموقف الخليجي، والسعودي على وجه التحديد، كان بعيداً عن سياسة الرياض العقلانية والمتوازنة، استطاعت أن تكون الوسيط في الأزمة، في وقت فشلت فيه الكثير من البلدان، الغربية خصوصاً، في أن تلعب أي دور للتهدئة.
تخبطت كثير من الدول الغربية في التعامل مع الأزمة، خاصة بعدما واجهت العديد من الأزمات الاقتصادية (الطاقة تحديداً)، بينما ظهر الموقف السعودي المتزن أساساً لربط الحوار بين الأطراف، وعملت المملكة بذكاء في إيجاد منطقة تفاهم وحل.
قاد الأمير محمد بن سلمان، بدبلوماسيته الواقعية وحضوره الدولي المؤثر، الوساطة بين الدولتين لتحرير 10 أسرى. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أن جهود الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، أسفرت عن إطلاق أسرى لخمس دول، في إطار عملية تبادل محتجزين بين روسيا وأوكرانيا. وتكللت مساعي ولي العهد، بإطلاق 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وكرواتيا.
البيت الأبيض شكر ولي العهد على وساطته في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن شكرها للمملكة العربية السعودية ودورها في عملية التبادل، على جهودها لتأمين الإفراج عن المعتقلين. كما شكرت الدول الأخرى في بيانات وتغريدات الموقف السعودي، والجهود الكبيرة للأمير محمد بن سلمان لدوره المحوري في الوساطة.
يقود الأمير السعودي ملف التأثير في العالم، بعدما أعاد للسعودية ودول المنطقة مكانتها في العالم، وصار الرأي في الرياض مؤثراً في عواصم اتخاذ القرار العالمية.
في أغلب الملفات، كالحروب وغيرها، لا تظهر الحقائق مباشرة، وإنما تحتاج إلى الوقت حتى تتشكل الصورة تماماً. القليل من يستطيع اتخاذ المواقف المتزنة بناءً على المعلومات المحدودة، ويراهن على موقف مغاير للتجييش العالمي... السعودية نجحت في إثبات دقة مواقفها من الأزمة، بل وتجاوزت الأمر لإيجاد حلول لها. السعودية تفوز دائماً.

arabstoday

GMT 05:50 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 05:47 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 05:44 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 05:41 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 05:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية مركز الوساطة والقرار السعودية مركز الوساطة والقرار



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 00:15 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الخاسر الأكبر جامعات أميركا

GMT 03:41 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

تسرب نفطي خطير في ميناء عدن

GMT 06:09 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

زلزال بقوة 4.5 ريختر يضرب أفغانستان

GMT 18:14 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

GMT 18:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

زلزال بقوة 4 درجات يضرب ميانمار

GMT 16:11 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

زلزال بقوة 5ر4 درجة يضرب أفغانستان

GMT 13:41 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab