الطيبان أبو الطيب المتنبي والطيب صالح
وفاة الإعلامية الكبيرة ليلي رستم عن عمر 87 عامًا جوزيف عون يتعهد بالدعوة إلى مشاورات سياسية سريعة لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان بعد فوزه بـ99 صوتًا في الجولة الثانية من انتخابات البرلمان بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية تأجيل عملية الترشيح لجوائز الأوسكار بسبب الحرائق التي أثرت على المسرح الرئيسي ومعالم هوليود السينمائية هروب مرضى من مستشفى في لوس أنجلوس بسبب حرائق الغابات المدمرة وإجلاء أكثر من 100 ألف شخص لمواجهة الكارثة المبعوث الأممي لليمن يؤكد خلال اجتماعات في صنعاء على "أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار" رفع جلسة البرلمان اللبناني لساعتين للتشاور بعد فشل انتخاب جوزيف عون رئيسًا البرلمان اللبناني يرفع الجلسة بعد فشله في انتخاب رئيس للجمهورية مع حصول جوزيف عون على 71 صوتا
أخر الأخبار

الطيبان: أبو الطيب المتنبي والطيب صالح

الطيبان: أبو الطيب المتنبي والطيب صالح

 العرب اليوم -

الطيبان أبو الطيب المتنبي والطيب صالح

تركي الدخيل
بقلم - تركي الدخيل

كانَ الطيب صالح يقول: «أنا أطرب للشرف، ويأسرني النُبل». ولا شكَّ أنَّه كان عاشقاً لأبي الطيب المتنبي، لذلك لا أحسبني أتَقَوَّلُ عليه إن تصورت جملته، هكذا: «أنا أطرب للشرف، ويأسرني النُبل، ولذلك أَعشق المتنبي».

إنَّما قال الطيب صالح ذلك، لأنَّه عالمٌ بمواضع الشرف، في شعر المتنبي، عاملٌ بما حوته أبيات أبي الطيب من نصائح ترتفع بمراتب النفوس، وتعلو بالأفعال لنيل الشرف، وترتقي بالأفكار إلى موضع لا يقنع الصاعد فيه، بغير النجوم عُلواً.

ألم يقل المتنبي:

إذا غَامرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فلا تَقنَع بِمَا دونَ النجومِ

وغامرت: أي دخلت في الغمرات، وهي جمع غمرة: أصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيُغَطِّي، ثم وُضِعت في موضع الشدائد والمكاره، لأن الشدائد إذا أصابت المرء غمرته وأغرقته فيها، فلا همَّ غير همها. و«الشَّرَفُ، مُحَرِكُهُ: العُلُو، والمكان العالي»، كما في «الكليات». فلا تُحَرِّكُ الدنيئات شرفاً، ولا تناسب الدنايا شريفاً. ومروم: أي مطلوب لعلوه. فشبَّه الغايات المطلوبة العالية، بالنجوم في السماء، بجامع العلو، والرفعة، والسمو.

في «الذخائر والعبقريات»: «إذا حاولت الشرف وخاطرت بنفسك في سبيل الحصول عليه فلا تقنع بما دون أعلاه، ولا ترض باليسير منه، فلا سبيل للمغامر إلا أن يقصد إلى أسمى الأمور».

إنَّ في هذا البيت ما يُظهر بجلاء إصرار المتنبي على السعي للعلياء، وأسمى سعي المرء ما يؤكد به شرفه، إذ تهون المخاطر مهما عظمت، من أجل الشرف.

ها قد عدنا للحديث عن الشرف، فشاعرٌ مثل أبي الطيب، يتجسَّد في شعره نزوحه الكامل تجاه ما يحقق الشرف، واستعداده الصادق لتكبد المشاق في سبيل بلوغ هذه الغاية السامية، ليس بغريب أن تعشقه، وأنت تطرب للشرف!

د. غازي القصيبي، يقول: «لفت نظري ما يكتبه الأستاذ الطيب صالح، ثم جاءت حلقات المتنبي دُهشت، فهنا أبيات تُشرح على وجهها لأول مرة، وهنا مرارات في نفس المتنبي لم أرها من قبل».

وضمن لطائف الطيب صالح، اختيار كلمة «عيباً»، في قوله:

ولم أَرَ في عيوبِ الناسِ عيباً كنقص القادرينَ على التمامِ

في «معجز أحمد»: «ليس في الإنسان عيب أقبح من أن يكون ناقصاً، مع قدرته على الكمال. وقيل: ليس عيب أقبح من الكسل». وعند ابن الأفليلي: «ولم أر في عيوب الناس عيباً أظهر وأبين، وعجزاً أبلغ وأمكن، من نقص من به على التمام أعظم قدرة، وخمول من له على الظهور أوفر قوة».

ويعتبر بيت المتنبي من الشعر المحرض على علو الهمة، وعاب الشاعر أصحابَ الهمم الدنية: وهي ما تورث في النفس إعراضاً عن طلب المراتب العالية، وكسلاً وتقاصراً عن السعي إلى بلوغ الغايات.

يقول المتنبي في الهمة:

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ

وقال:

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلهم الجودُ يفقر والإقدامُ قتَّالُ

وقال:

تريدين إدراك المعالي رخيصةً ولا بدَّ دون الشَّهدِ من إبرِ النحلِ

وقال

من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

وأورد ابن عادل الحنبلي في تفسيره، بيت المتنبي (ولم أر في عيوب الناس عيباً)، ثم قال: «وقال تبَاركَ وتعالى: {أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [الأعراف: 179] يعني: أَنَّ الأنعامَ مَعْذُورةٌ بسبب العَجزِ، وأَمَّا هؤلاء فقادِرُون فكان إعراضهم أفحشَ، فلا جرم كانُوا أَضَلَّ».

واستشهد أبو الفرج ابن الجوزي (ت 597 هـ) بالبيت، مع (عيباً)، في موضعين من كتابه «صيد الخاطر»، فقال: «من علامة كمال العقل عُلُوُّ الهِمَّةِ، والراضي بالدون دني»، ثم أورد البيت. وفي الموضع الثاني، قال: «من أَعمَلَ فِكرَهُ الصافي؛ دَلَّهُ على طَلَبِ أَشرَفِ المقامات، ونَهَاهُ عن الرضى بالنقص في كل حال»، ثم أورد البيت شاهداً، مترحماً على أبي الطيب.

اللهم آمين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطيبان أبو الطيب المتنبي والطيب صالح الطيبان أبو الطيب المتنبي والطيب صالح



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"
 العرب اليوم - أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab