الهوايات المميتة والملذات المقيتة

الهوايات المميتة والملذات المقيتة

الهوايات المميتة والملذات المقيتة

 العرب اليوم -

الهوايات المميتة والملذات المقيتة

بقلم - حمد الماجد

أرسل لي شقيقي ماجد بلقطة مثيرة مرعبة لرياضة الركوب على الخيول الهائجة، التي مهما بلغ الفارس في فروسيته وقوته وتماسكه وشجاعته لا محالة ساقط، هي مسألة وقت، وبعدها «إنت وحظك» فقد ترفسه الفرس أو «تتوطأه»، وقدم الفرس أداة قتل، ويتساءل أخي: ما الذي حملهم على هذه الرياضة الخطرة؟

     

 

             

 

قلت له: في تقديري كلما انغمس الإنسان «المتمدن» في الترف زاد «سعاره» في البحث عن جديد المتع والإثارة؛ ومنها المتع بالغة الخطورة، عبر التعرض لهوايات مميتة مثل هؤلاء الذين يتعرضون للموت بسبب رفسة حصان جامح، كما في هذه اللقطة التي حبست أنفاسنا، لأنها ممكن أن تحبس نفس الفارس عن الحياة وتنقله إلى دار الخلود، أو أولئك المسعورين الذين يطلقون ثيراناً هائجة ذات قرون حادة تطاردهم في أزقة ضيقة حتى تضيق فرص الأمل بالنجاة فتنطح الضحية «برفسة» نحو الفضاء حتى ينافس الطيور في التحليق، وتدوس ذاك وتبقر بطن مجنون كما شاهدتها في لقطة مرعبة قذفت بأحشاء الضحية تدوسها أقدام اللاهثين وراء متعة هوايات الموت.

وتستمر هوايات اللذات المميتة أيضاً عبر «الهياط» المرعب؛ حين ترى مجنوناً يمشي على سقالة في ناطحة سحاب عرضها 40 سم ممتدة أفقياً ليس تحتها إلا سيارات الشوارع تبدو كأنك تراها من نافذة طائرة، وأما البشر فلا يكاد يراهم بعينه اللاهثة وراء متعة الموت.

ومثلهم الباحثون عن المتعة عبر علاقات جنسية مقيتة بالغة القذارة. وماذا عن الرجل الذي يريد أن يتحول لأنثى والمرأة التي تريد أن تتحول إلى رجل ليس لسبب خلل جيني، ولكن بسبب جنِّي المتعة الفالتة من أي زمام، التي تريد أن تصل إلى التغيير والتذوق المختلف بأي وسيلة غريبة تتطلب مبالغ علاجية كبيرة لصنع هذا التحول المنكوس؟ وفئة مترفة أخرى ملت أكل الموائد الباذخة في القصور الباذخة، فوجدت لذة جديدة في مطعم تكلفته عالية لا لغلاء «المنيو» أو قائمة الطعام، ولكن لأن المطعم يقدم طعامه وشرابه في صالة يكسوها ظلام دامس، لا ترى فيها ولا بصيص نور، وعلى هذه الطاولة كؤوس زجاجية من العصير والنبيذ، ولا تسل عن القهقهات حين يسقط أحدهم هذه الكاسات فتندلق على الطاولة وعلى ثيابهم الفاخرة.

مثل هذه الهوايات المميتة والرغبات الجنسية الغريبة لا تشيع في الغالب إلا في العالم المترف، ولا توجد إلا نادراً في العالم الكادح المصنف في «العالم الثالث»، لأن الخواء الروحي وإن وجد فهو لا يقارب مستوياته الرهيبة في العالم «المتمدن» الذي يكاد ينفلت من كل شيء.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهوايات المميتة والملذات المقيتة الهوايات المميتة والملذات المقيتة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab