واشنطن تنزع فتيل الحرب

واشنطن تنزع فتيل الحرب

واشنطن تنزع فتيل الحرب

 العرب اليوم -

واشنطن تنزع فتيل الحرب

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

تحققت الضربة الإسرائيلية المتوقَّعة تجاه إيران في أكثر من موقع جغرافي داخل إيران. رد ليس محدوداً إلا إنْ قارنَّاه بما كان يأمله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. الضربات توجهت صوب مواقع برنامج إيران الصاروخي الباليستي. في الظروف العادية كانت ستكون ضربة نوعية.

ربما لو كان الظرف الزماني مختلفاً، والموسم ليس موسماً انتخابياً في الولايات المتحدة، والرئيس الأميركي شهيته لا تمانع الحسم العسكري والتعاطي مع تداعياته، لربما شهدنا حرباً واسعة بين إسرائيل وإيران. ماذا لو أن إسرائيل مضت في خطتها مع حضور الروح الانتقامية لنتنياهو وضربت إيران في مواقع أكثر حساسية مثل المفاعلات النووية، وهي هدف إسرائيل الكبير؟

المواقع المرشحة كانت المواقع النووية الأرضية وتحت الأرضية، وهي ليست محصَّنة بالنظر إلى طبيعة الصواريخ التي استخدمتها في الحرب على لبنان. أيضاً الحقول النفطية والمصافي كانت مدرجة ضمن الأهداف، إضافةً إلى المواقع الحيوية ذات الطابع السياسي، وأيضاً الشخصيات الاعتبارية مثل القادة العسكريين وعلماء الفيزياء النووية. ومن كل هذه المواقع، تعد أي مساحة متعلقة بالبرنامج النووي خطاً أحمرَ بالنسبة إلى النظام الإيراني، فهو يمثِّل لُبَّ العقيدة السياسية، ومركز قوتها الإقليمية، ووزن حضورها الدولي. تعلم إيران أن استهداف مواقعها النووية سيُعيد البرنامج إلى نقطة الصفر، كما حصل في عملية «أوبرا» في بداية الثمانينات حين أغارت الطائرات الإسرائيلية على مفاعل نووي عراقي. وتعلم إسرائيل كذلك أن الفارق ما بين برنامج نووي سلمي وآخر مسلح هو بضعة أشهر قليلة.

منذ هاجمت إيران إسرائيل في بداية الشهر الحالي حتى ردت إسرائيل قبل يومين، نشطت الخارجية الإيرانية بشكل غير مسبوق لتوصيل رسالة واضحة مفادها أن ضرب المواقع النووية سيكون إيذاناً بحرب مباشرة إقليمية ستطول الجميع. دول المنطقة، العربية والخليجية، أسمعت وزير خارجية إيران المجتهد عباس عراقجي، رفضها لفكرة ضرب إيران أياً كان الهدف، على اعتبار أنها خطوة تصعيدية. هذا الموقف الإيجابي من الدول الإقليمية طمأن الإيرانيين، وتأكد بالإدانة بعد حصول الضربة الإسرائيلية، وهو درس للإيرانيين أن الجوار من أهم العلاقات الدولية وأكثرها تأثيراً، فلم تسمح أي دولة باستخدام أجوائها لتحقيق الضربة الإسرائيلية، حيث اضطرت إسرائيل لاختراق غير قانوني لأجواء العراق لتنفيذ العملية. لكنَّ العامل المهم الذي غيّر صيغة المعادلة، وتغيرت بالتالي المحصلة، هو الموقف الأميركي الرافض تماماً لخلق أجواء حرب واسعة. واشنطن ظلت لأسابيع تضغط على حكومة نتنياهو لتكون الهجمة المرتدة تتناسب مع الهجمة الأساسية، في حين كان العالم يترقب أن يستكمل نتنياهو خطته في مواجهة كل أعداء إسرائيل مرة واحدة، وهو يعلم أن الأذرع التي قطعها لن تكتمل نتيجتها إلا بالتعامل مع الرأس. رضخ نتنياهو للإلحاح الأميركي وتأجلت المواجهة الكبرى. ما الذي تنتظره إسرائيل الآن؟ المبادرة المصرية الأخيرة مرضيٌّ عنها من الطرفين؛ إطلاق سراح جزئي للرهائن مقابل مساجين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهي خطوة مهمة في سبيل الحل. إن تمَّت هذه المبادرة ستلحقها مبادرات شبيهة حتى تنتهي أزمة الرهائن، وخلال هذا الوقت يكون الجيش الإسرائيلي قد دفع باللبنانيين إلى شمال نهر الليطاني. وإن كان الساسة اللبنانيون مستعدين لدخول الملعب فقد يعلنون وقف إطلاق نار من جانب واحد والمطالبة بتنفيذٍ أممي للقرار 1701 الذي يتضمن نزع أي سلاح بخلاف سلاح الدولة، وعلى كل حال سلاح «حزب الله» لم يعد مصدر تهديد لإسرائيل كما كان في السابق، وكل الرشقات الصاروخية، وتحريك عملائه في الداخل الإسرائيلي لتنفيذ عمليات فردية هي الحد الأعلى الذي تشتغل فيه ماكينة الحزب المسلحة.

أيام قليلة على الانتخابات الأميركية ومعرفة الرئيس المقبل لأكبر دولة في العالم لأربع سنوات قادمة، وأياً كان الرئيس، فهو سيأتي على شرق أوسط مختلف عمَّا كان عليه قبل عام واحد، فأهم أسباب النزاع وعدم الاستقرار حُيدت من خلال إضعاف حركات مسلحة مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، والأهم «حزب الله» الذراع الكبرى التي باتت مفككة المفاصل.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن تنزع فتيل الحرب واشنطن تنزع فتيل الحرب



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab