«المناخ» بالنكهة اللبنانية

«المناخ» بالنكهة اللبنانية

«المناخ» بالنكهة اللبنانية

 العرب اليوم -

«المناخ» بالنكهة اللبنانية

بقلم - سمير عطا الله

أوائل الثمانينات عرفت الكويت كارثة مالية مدمّرة سميّت «المناخ» على اسم سوق مالية صغيرة. في هذه السوق بدأت موجة من المضاربات المجنونة في الأسهم والعقارات خارج التداول الرسمي، وتدافعت الثروات الخيالية التي لا أساس لها، وكثرت القروض التي لا تسدد، و«طاشت» المدينة بأخبار الأثرياء الجدد. وظل عدد قليل من العقّال خارج الخدعة يحذّرون من أن المسألة كلها «قصر من رمل».

رفضت الناس أن تسمع. إنها تفضل صوت الأرباح ورنين الأرقام. كنت يومها أعمل في الكويت. وكان لي أصدقاء من الفريقين. «المناخ» والمنطق. وكان رجال الفريق الأول يفاخرون أمامي بورقة عادية كتب عليها شيك بمليون دينار، وكلمة واحدة: اعتمد.

وصارت كلمة «اعتمد» رمزاً للقوة الخارقة. وبكل جدّية راح فريق «اعتمد» يقارن بين حجم التداول في «اعتمد» وفي نيويورك ولندن. أو «لاندن»، باللهجة الكويتية. وفي ذروة انتظاره، انضم بعض كبار القوم إلى الموجة خشية أن يفوتهم الثراء السريع.

ثم في يوم من أيام الحتميات، أفاق الكويتيون ووجدوا «المناخ» سوقاً صغيرة تشبه اسمها: «إناخة الجمل». وخسر المضاربون الكبار والصغار مئات الملايين. واهتزت الدولة والمجتمع أمام حجم الأضرار. وتحول عدد كبير من الناس إلى مديونين ملاحقين. وعادت ورقة «اعتمد» إلى قيمتها. الحقيقية.

لم يخطر لأحد، برغم سمعة الكويتي في الاستثمار، أن ثمة شيئاً غير معقول في المسألة. وإن ثمة ما يعقل وما لا يعقل. وإن الإنسان منذ البدء، يبدأ بخداع الآخرين، وينتهي بخداع نفسه.

تكررت مأساة/ مهزلة «المناخ» في لبنان، مضافة إليها «النكهة اللبنانية». أعطاهم رياض سلامة، يوم عيّن حاكماً للبنك المركزي، ساعة مجيئه، فائدة قدرها 47 في المائة، والآن يقتحمون البنوك لسحب شيء من ودائعهم ثمن علاج وأدوية. فرح اللبنانيون إلى درجة الاكتفاء بكلمة «اعتمد» ولكن بالفرنسية «داكور».

مثل «المناخ»، كان هناك أيضاً عقلاء يحذرون من أن المسألة كلها فقاعة ستنفجر في أي لحظة، وأن لحظة يستحق الدفع، لن يكون هناك رصيد بل ورقة «اعتمد»، الأجمل أن تصدق رياض سلامة.

تنتهي حاكمية الرجل آخر الشهر، ومعها ينتهي النظام المصرفي في لبنان، ربما إلى الأبد. ومعها تبدأ في الظهور مآسٍ بلا حدود وإفلاسات. وتنكشف يوماً بعد يوم فصول واحدة من أكبر عمليات الخداع في التاريخ.

يقول سلامة «ببرودة» إنه لم توجه إليه تهمة رسمية حتى الآن. وجه إليه ما هو أسوأ: مذكرة اعتقال من الإنتربول، ومذكرات تحقيق من سبع دول.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المناخ» بالنكهة اللبنانية «المناخ» بالنكهة اللبنانية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab