«الصداقة»

«الصداقة»

«الصداقة»

 العرب اليوم -

«الصداقة»

بقلم:سمير عطا الله

تُصدر مجلة «لوبوان» الأسبوعية أعداداً خاصة تباع على مدار السنة: العدد الأخير كان عن «الصداقة»، من أرسطو إلى اليوم. كان أجمل هدية يمكن أن أحملها إلى صديقي الذي قيل لي إنه في مستشفى الجامعة. لا أقوى على رؤية الأصدقاء في أزمة أو ضيق. لكنني تحاملت لكي لا يفسر جُبني على أنه إهمال أو غفل. عبرت الأروقة الصامتة في وجل. كم هو فظيع الشعور بأنك الصحيح. وصديقك في العجز والألم. كم هو مذل بأنك أنت العاجز عن أي شيء، سوى هذا الشعور العميق بالذنب. كل ما أنت قادر عليه هو هذا الكتاب ونصوصه المفعمة من أيام اليونان إلى الرومان إلى الفرنجة. الصداقة مظلة العمر وصحبة السنين.

حذرتني الممرضة دونما حاجة إلى ذلك. رجاء، في هدوء. الانفعال غير مستحب. سوف يحاول أن يكلمك لكنه لا يستطيع. لا تسأله كيفك، لأنه سوف يبذل جهداً كي يجيب. كان يتنفس بصعوبة. وفي ذراعيه أشرطة وأنابيب، وفي عينيه الذكيتين شفقة على معيديه من قسوة هذا المنظر. لا يريد لهم مشاركته هذه المحنة، إنه من القوة بحيث يتحملها وحيداً. لا يقبل أن يفوقه أحد في معنى الصداقات ولا في صلابة الحياة. منذ شبابه وهو الأول في كل شيء. رائد من رواد العمر والبناء والنجاح. من باكستان إلى أفريقيا، إلى الخليج إلى أميركا. والآن هذه الطاقة الجبارة في امتحانها ومحنتها. لا يتكلم، لكن جبينه العريض يعد في صمت على أن الفوز حليفه هنا أيضاً، إن شاء الله. ثم يدخل الطبيب الشاب ممتلئاً ثقة وشجاعة وعلماً، ويقول إن النتائج كلها خير. يصغي إليه في كِبَر كالمعتاد، بينما نحن الزائرين الضعفاء تهتز قلوبنا بين الضلوع. لا دور لنا سوى ذلك. ولا قوة لنا سوى التضرع والتمني. ما أعمق الصداقة وما أوهن الأصدقاء. هل يحق أن تكون للضعفاء أيضاً. لا تليق إلاّ للشجعان. الضعفاء لا يحقون ولا يستحقون.
حاول الرجل الجبار أن يقول شيئاً ما. أن يخفف عنا ثقل الشعور بالذنب والعجز. قبَّلت يده وقلت له إن كتاب الصداقة هذا سوف يشرح عني ما لا أستطيع تفسيره. من أرسطو إلى اليوم.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الصداقة» «الصداقة»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab