ساعة الواق واق

ساعة الواق واق

ساعة الواق واق

 العرب اليوم -

ساعة الواق واق

بقلم - سمير عطا الله

احتفل قدامى السينما وأهل الشاشة البيضاء بمرور 75 عاماً على خروج فيلم «الرجل الثالث»، الذي قيل إنه أعظم فيلم بريطاني عرفته الشاشة. كان نجمه الأول أورسون ويلز، بطل «وفاة بائع متجول»، الذي قيل يومها أيضاً إنه أعظم فيلم أنتجته هوليوود.

يقول ويلز في فيلم «الرجل الثالث» الجملة التالية: «هل تعرف ماذا؟ طوال ثلاثين عاماً من عهد بورجيا في إيطاليا قامت حروب، وتفشّى الإرهاب، وكثرت الجريمة، وسالت الدماء. لكن هذا العهد أعطى العالم ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو، وعصر النهضة. بينما طوال 500 عام من الهدوء والديمقراطية والسلام في سويسرا، ماذا قدمت؟ ساعة الواق واق!».

اعترض كثيرون على تلك الجملة بداعي أنها تشجع على الشر. لكن أحداً لم يستطع أن يحدد قائلها الأصلي. البعض قال إن صاحبها هو أورسون ويلز نفسه، قد خرج على النص. وبعض آخر ذكر أنه لا يمكن إلا أن يكون القائل عبقرياً مثل غراهام غرين. لكن الرجل نفى أن يكون قد قال، أو كتب، مثل هذا الكلام. وفي رواية أخرى، أن الذي قال الجملة، أو شيئاً شبيهاً بها، هو الدوتشي موسوليني نفسه. غير أن العودة إلى كل ما قال وتقوَّل، لم يرد فيه شيء من هذا القبيل.

وقال أورسون ويلز في محاولة الوصول إلى حل، إنه كرر تلك الجملة لأنها تناهت إليه من مسرحية هنغارية. ثم تبيَّن بعد بحث، أن المسرح الهنغاري براء. هنا تدخّل المؤرخ البريطاني آي. جي. تايلور: صاحب القول هو الرسام جيمس ويسلر.

وما دام الأمر قد أُوضح، فلا بدّ من إيضاحات أخرى متعلقة بالموضوع:

أولاً، سويسرا لم تعرف 500 عام من الديمقراطية والسلام، بل 300 عام من الحروب والقتال.

وثانياً، لم تكن تلك جرداء خالية من العباقرة وإنما أعطت العديد منهم.

كل ذلك ليس مهماً، المهم أنه في هذا العصر لم تعد السينما تقدم أفلاماً مثل «الرجل الثالث»، أو ممثلين مثل أورسون ويلز. لا تزال طبعاً تقدم الروائع. لكن مقياسها الحالي أفلام من نوع «أولاد رزق» الذي استقبله معظم النقاد بالتمجيد. وأصيب الزميل حمدي رزق، بسببه، بعسر الهضم. لأنه تقليد لأفلام العنف والرعب الأميركية، وكله «تكسير بتكسير». ومع ذلك، فقد كسر، خلال أيام، جميع أرقام الدخل. أولاً نكاية بالزميل الساخر، وثانياً، بالمحبّر الذي لا يزال يعيش في زمن أورسون ويلز، بينما صار الفن ساعة الوقواق.

arabstoday

GMT 02:43 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

4 ساعات مللاً

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!

GMT 02:31 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

GMT 02:28 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

الشرق الأوسط... تشكلٌ جديدٌ

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 02:21 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟

GMT 02:18 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

لا بديل عن قيام دولة فلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعة الواق واق ساعة الواق واق



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 10:21 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حمادة هلال يمازح شياطين مسلسله في رمضان

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 09:50 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

تعليق غريب من محمد فؤاد حول حفله بالكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab