الأرض الخراب

الأرض الخراب

الأرض الخراب

 العرب اليوم -

الأرض الخراب

بقلم : سمير عطا الله

منذ أسبوعين والإعصار «دوريان» يدكّ جزر البهاماس في البحر الكاريبي. خارج فصل الأعاصير، تعدّ الجزر الجميلة محطة أولى في جنات السياحة حول العالم. أما عندما يمر بها «دوريان»، فتبدو جزءاً من الجحيم؛ منازلها بلا سقوف، جدرانها ممسوحة بالأرض، وأرضها طين طريّ الناس غرقى في عذابه.

في ساعات يحوّل «دوريان» قصيدة تي. إس. إليوت «الأرض اليباب» إلى «الأرض الخراب». يختلط البر بالبحر، واليابسة بالفيضان، والحياة بالموت، ويتساوى الفقر بالغنى. لكن ليس تماماً؛ ففي حين تصمد البيوت الحجرية في وجه لجاجة «دوريان»، تُباد من أمامه تماماً بيوت التنك التي يعيش فيها المهاجرون من هايتي. وهؤلاء هم فقراء البهاماس جيلاً بعد جيل، يعيشون في أحياء الصفيح ومعهم الخرافات التي يحملونها معهم من البلد الذي أرسى فيه كريستوف كولومبوس لدى اكتشافه «العالم الجديد». وقد أصبح العالم غنياً في كل أطرافه، إلا في هايتي، وإلا حيث هاجر الهايتيون.

القاتل «دوريان» أعمى، بعكس القتلة من البشر. لا يميز ضحاياه ولا يرسل القناصة إلى مفارق الطرق. لا يبيد الأحباء وفق الخرائط. يهب ويتفجر ويفجّر، غليظاً، قاسياً، وبلا رحمة. ويغرق نحو ألف إنسان تحت الطمي. ويجوع الفقراء ويزيل الخبز. أما الإنسان فإنه يرمي بالرصاص الطوابير الواقفة أمامها لكيلا يحمل الآباء أرغفة إلى أبنائهم.
يخرج الإنسان إلى الطبيعة للتمتع بجمالها وفضائها. يذهب إلى البحر للتنعم بمياهه وسعته اللانهائية.

لكن الويل عندما تخرج الطبيعة على الإنسان، ويرقد البحر على الأرض. ما أجمل الاعتدال في الإنسان وفي عالمه. يا لها من نعمة أن يولد الإنسان عاقلاً في بيئة طبيعية عاقلة... مهما اختلفت الفصول على الأرض. فالصيف عندنا هو الشتاء في أميركا اللاتينية. وعندما نقول هنا: «اللهم نجّنا من حرّ يوليو (تموز)»، يقول البرازيلي: «اللهم نجّنا من برد يوليو».

 

arabstoday

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

السلام بين الردع المزدوج وعجز المتشددين

GMT 18:42 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

دراما هاشم فؤاد

GMT 18:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مصر وتوجيه بوصلة العلم إلى الشرق

GMT 18:34 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شروق غزة !

GMT 18:30 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مصر والأزمات الإقليمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض الخراب الأرض الخراب



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

غوتيريش يؤكد اجتياح رفح سيكون أمرًا لا يُحتمل
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد اجتياح رفح سيكون أمرًا لا يُحتمل

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 05:19 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الجيش الإسرائيلي يؤكد سيطرته على معبر رفح

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

GMT 04:34 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

5 شهداء على الأقل بقصف إسرائيلي لمنزل في رفح

GMT 02:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

العالم الهولندي يحذر من زلزال مدمر خلال ساعات

GMT 05:56 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

20 شهيدا في غارات إسرائيلية على رفح الفلسطينية

GMT 00:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab