باء حضرموت

باء حضرموت

باء حضرموت

 العرب اليوم -

باء حضرموت

بقلم:سمير عطا الله

ليس معروفاً على وجه الضبط ما هي أول مسرحية وضعها شيخ القوالين الإنجليز، ويليام شكسبير. وربما ليس ذلك ضرورياً حتى للدقة التاريخية، ما دام هو الكاتب في أي حال. عفواً. الأمر في غاية الأهمية. أولاً لأن شكسبير الأول كان يبدو ناشئاً بكل وضوح، وثانياً لأن الرجل الذي تنقل عنه البشر كل يوم، طالما كانت «يده طويلة» يمدها إلى أعمال الآخرين، ويحوِّر فيها قليلاً من هنا وهناك، وقد ضبطه النقاد متلبساً بالجرم المشهود.
يقول مارك فورسايس إن عبقري اللغة الإنجليزية بدأ الكتابة مثله مثل سواه؛ أي عادياً، وحتى سيئاً، لكنه تعلّم واجتهد وتطور. «وقد تطور لأنه تعلم». ثم أصبح أفضل وأفضل لأنه «تعلّم ثم تعلّم، وأصبحت سطوره أكثر سطوعاً وأكثر حفراً في الذاكرة».
لا يمكن العثور على نموذج أكثر أهمية حول التعلّم في الطريق إلى أن تصبح كاتباً. التوقف عن التعلّم توقف عن التطور. تلك هي نهاية الأشياء في كل المهن. أما في الكتابة (على أنواعها) فكم هي أعداد الذين بدأوا وانتهوا، أو تراجعوا وانسحبوا!
هناك دائماً دراسات ومطالعات حول «بدايات» فلان من الكبار، ومعظمها بدائي، ولا علاقة له بما صار إليه الكاتب أو الشاعر، يقول فورسايس، ليس مهماً أن كان أول عمل لشكسبير هو «تيتوس أندرونيكوس» أو «هنري السادس»، كلاهما خالٍ من وهج الشاعر العظيم. وفي أي حال بقي في ذاكرة البشرية ما يستحق أن يبقى، مثل «يوليوس قيصر» و«هاملت»، و«الملك لير».
لكن هل «يتعلم» الإنسان أن يصبح شكسبير واحداً في اللغة التي تُنسب إليه وحده؛ إذ يقال عن الإنجليزية «إنها لغة شكسبير»، من دون أن يخشى أن ينافسه أحد في ذلك؟
بين فترة وأخرى أشتري بعض الإصدارات (بالإنجليزية) حول الكتابة بحثاً عن الجديد فيها. ويؤلمني أن الكثير منها حشو وتكرار ولا فائدة منه. وبعكس ما فعل التعلم في شكسبير، فإن هذه المؤلفات لا تعلِّم شيئاً، والدليل كم هو ضئيل عدد الكتاب الذين يظهرون نسبياً حول العالم!
ربما كان الدرس الأعظم موجوداً في نص جميل، أو مشهد من «هاملت». كم شاعر حاول تقليد المتنبي، الذي لم يتعلم الرومانية واللاتينية مثل شيخ القوالين، ولا عاش في لندن عصر النهضة! لكننا ممتنون في أي حال للسادة الذين نقلوا شكسبير إلى العربية، وفي طليعتهم الحضرمي الإندونيسي المصري علي أحمد باكثير، متعدد الثقافات واللغات والأوطان، لكن غلبت عليها جميعاً باء حضرموت.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باء حضرموت باء حضرموت



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
 العرب اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

لا تهجير ولا أوطان بديلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab