حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

 العرب اليوم -

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق

بقلم- سمير عطا الله

كتب أحد أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني مرة في «النهار»، أن السعودية مضت في تمويل حملتي على الشيوعية حتى بعد انهيارها، وبعد توقف أميركا عن ذلك. وهذا النوع من النقد لا يحتاج إلى رد لأنه يدحض نفسه ويسخّف منطقه بنفسه. وعندما أستعرض ما كتبت في نصف قرن أجد أن ما كتبته في نقد السياسات الأميركية يفوق بعشرات المرات ما كتبت عن الشيوعية ورموزها، ملتزماً على الدوام قواعد جوهرية بسيطة لا يعرفها العضو المذكور ورفاقه من الديماغوجيين المتخشبين، في اليمين أو في اليسار. الديماغوجية، أي الفحش في الكذب والجهل والخداع، لها أساليب واحدة ولغة واحدة وتعابير واحدة.
الحال مع الشيوعية أنها عاشت أكثر من النازية والفاشية، وأن الإرهابيين من رموزها كانوا أكثر عدداً وظلماً وتوحشاً. وأن الشهود على ما ارتُكب من فظاعات هم في الغالب شيوعيون وحزبيون ولا شكوك في رواياتهم عن مرحلة ليس فيها سوى ملايين الإعدامات وابتسامات ستالين وماو.
صدرت عن «دار المدى» مذكرات الكاتبة والشاعرة السوفياتية، أولغا بيرغولتس (1910 – 1975). وقد أمضت حياتها في تمجيد الحزب وأفكار لينين. وغابت قبل ظهور «البريسترويكا» والأعمال الإصلاحية الأخلاقية التي نادى بها ميخائيل غورباتشوف. لا تتميز «نجوم النهار» فقط بالأسلوب الروسي الروائي المكثف والجميل، ولا بالسرد الدرامي الرائع، ولا أيضاً بالواقعية الروسية العابقة بالمأساة والصبر، بل أيضاً بأحداث لم تخطر في بال أحد من الذين تابعوا تلك المرحلة. مثلاً، لم تُعتقل بيرغولتس وتعذب وتجهض، فقط بسبب شكوك حول ميولها التروتسكية، بل إن والدها الطبيب اعتُقل العام 1942 وأرسل إلى المنفى لأن اسم عائلته يوحي بأنه من جذور ألمانية. وتسبب ذلك في انهيار نفسي تام للكاتبة، وأدخلت إلى مصح للأمراض العقلية. ووُجهت إلى أولغا تهمة أكثر خطورة بكثير وهي الصداقة مع الشاعرة آنا أخماتوفا. كل هذه الأمور كانت تعتبر «خطراً على المجتمع» و«المعنويات الوطنية» و«دعماً لأعداء الشعب». ترسم أولغا لطفولتها في لينينغراد صورة لا يجيدها إلا الأدباء الروس: عود ثقاب واحد في اليوم لإشعال الموقدة، وإذا أشعل خطأ، نامت العائلة في البرد والعتم. وأطفال جائعون يُهرِّبون إلى كلب العائلة «توزيك» شيئاً من حصتهم في الطعام، فيقدر ذلك بالجثو تحت أقدامهم.
لم تكن حياة السخرة في ظل القياصرة أقل فقراً وظلماً واستبداداً. لكن الظلم هنا يلحق الشيوعيين أولاً و«الرفاق». ولم تكرم أولغا بيرغولتس إلا بعد وفاتها، ونشرت الدولة دواوينها ومسرحياتها. وضمت هذه الآثار إلى الخزانة الأدبية الروسية الرائعة. ورأى البعض في «المذكرات» نوعاً من الفن الروائي الخليط. وفي كل الحالات أدب جميل. وتحية إلى عضو الحزب الشيوعي، داعياً له بأن يحسن قراءة النصوص. خصوصاً الروسية منها.

arabstoday

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

من هو (موسيقار الأجيال الحقيقي)؟!

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هل من نجاة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق حملتي على الشيوعية مستمرة أيها الرفيق



بلقيس تتألق في صيحة الجمبسوت وتخطف الأنظار

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:34 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
 العرب اليوم - نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة

GMT 08:40 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة
 العرب اليوم - منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة

GMT 21:39 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

عندما تضعها إلى جوار بعضها

GMT 17:22 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

هزة أرضية قوية تضرب البيرو

GMT 12:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

حركة الشحن عبر البحر الأحمر انخفضت 90%

GMT 17:27 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

يسِّروا

GMT 03:12 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

وقوع 4 هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد

GMT 07:16 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أميركا والهرب من السؤال الإيراني الصعب…

GMT 18:03 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

حزب الله وتغيير الحسابات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab