فضائل وفضائح

فضائل وفضائح

فضائل وفضائح

 العرب اليوم -

فضائل وفضائح

بقلم:سمير عطا الله

يعيش الصحافي عمره كاتباً عن أحوال الأمم وقضايا الشعوب. كثيرون من أهل هذه المهنة أحب بعض البلدان، مثلما أحب المطربات أو الممثلات، عن بعد. أي حباً عذرياً، كما يعرّفون به.
وعذرة أيضاً بلد في اليمن، ولقد أحببت بلداناً عرفتها حباً جماً مثل آيرلندا، وكينيا، وكندا (خارج الثلج).
وهناك بلدان أحببتها وظلت بعيدة بعد عذرة في اليمن. أولها وأغواها الأرجنتين. أحببتها من خلال موسيقاها. ومن خلال الأقارب الذين كانوا يعودون إلينا بعواطفهم الجميلة ولكناتهم الغنائية. ومن خلال المرأة الأسطورية، إيفيتا بيرون، التي لا يمر وقت إلا وأعود في شغف إلى قصتها مع شعب لا يزال هائماً بها حتى الآن.
تذكّرتها وتذكرت هذا الشعب العاشق والدولة الفاشلة والأرض الواقعة على حافة الأرض، عندما شاهدنا خمسة ملايين إنسان يسيرون في بوينس أيرس احتفاءً ببطل المستديرة الأخرى، كرة القدم. لا تلد الأرجنتين إلا الأساطير. إيفيتا وميسي وغيفارا والشاعر الكفيف خورخي لويس بورخيس. لكن إلى أين عاد الملايين الخمسة من التظاهرة؟ إلى واقع مؤلم لا يتغير: اقتصاد نازل، وسياسات عليلة، وأوضاع اجتماعية سيئة، وبطالة وفقر. والغناء لا يسد من أود، ولا يرد من بطالة.
بالنسبة إليّ، كانت الصورة الإنسانية العظمى في دورة قطر، مشهد خمسة ملايين إنسان يرون في لاعب كرة ساحر بطلهم الوطني. أما في السياسة فإن نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر، وهي أيضاً رئيسة سابقة وزوجة رئيس وعضو في مجلس الشيوخ، في هذا الوقت، تُحكم بالسجن ست سنوات، بآخر تهمة من تهم الفساد. لائحة بلا نهاية.
الغريب في فضائح الأرجنتين أنها دائماً على مستوى الرؤساء. كارلوس منعم أوصلته كرة القدم إلى الرئاسة، لكنه غرق في بحيرات الفساد هو والعائلة وزوجته الأولى التي كانت حسناء من حسناوات سوريا، وطن والديه.
أحياناً لا تكون آلام الأرجنتين مالية فقط، بل تمتلئ بلاد الورد والزنبق بالدم والموت، كما حدث إبان حكم العسكريين. فيما غادر الطبيب تشي غيفارا إلى كوبا وأميركا اللاتينية ليدعم حركة الفقراء، كانت بلاده تنوء تحت فساد العسكر والأغنياء. السيدة كيرشنر أسوأ النماذج.
أحياناً أشعر بالراحة لأنني لم أصل إلى الأرجنتين في سفر التيه الطويل. واكتفيت منها بالأقارب الذين تعرفت إليهم: تشيتشو وتشيتشا وغابرييلا وفرناندو، أو يوسف وداود ولطيفة وألماظة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضائل وفضائح فضائل وفضائح



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
 العرب اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

لا تهجير ولا أوطان بديلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab