يو سبيك إنجليش

يو سبيك إنجليش؟

يو سبيك إنجليش؟

 العرب اليوم -

يو سبيك إنجليش

بقلم: سمير عطا الله

تقول ساكسينو أكيشا في «لوس أنجليس ريفيو أوف بوكس» إنه بعد استقلال الهند وجد الجميع أنفسهم أمام خيار واحد هو اللغة الإنجليزية. إنها لغة الجامعات والمعاهد العليا، وبالتالي التقدم. لكي تصبح طبيباً أو محامياً أو مهندساً، لا بد من الإنجليزية لغة أولى. ثم إنها لغة المثقفين والطبقات العليا. حدث الأمر نفسه في عدد من الدول العربية، بينها مصر وسوريا والعراق، وخصوصاً لبنان. هناك كانت الفرنسية، وأيضاً الإنجليزية، لغة المجتمع «المخملي». وفي مصر كانت جاليات كثيرة تتحدث الإيطالية واليونانية والإنجليزية، وكانت الطبقة العليا بصورة خاصة، تتحدث الفرنسية.

حاول طه حسين وعدد من كبار المثقفين وأهل العلم الإبقاء على اللغات بعد جلاء الاستعمار. لكن الهجرة الجماعية للجاليات الأجنبية جعلت اللغات الأخرى تنقرض، الواحدة بعد الأخرى، وإن كانت الإنجليزية حافظت على شيء من مواقعها لكونها لغة التجارة والعمل. وبرغم فقدانها الكثير جداً من حضورها لا يزال للفرنسية الحضور الأبرز في دول الفرانكفونية. أولاً، بسبب المنهج الدراسي، وثانياً، بسبب الصحف والأدباء والتبادل السياسي والتجاري والثقافي. لكن اللغة المشتركة العامة أصبحت الإنجليزية. وقد دهشت قبل أعوام عندما ذهبت إلى القنصلية الفرنسية فوجدت أن كل التعليمات على الجدران بالإنجليزية من أجل تسهيل معاملات المراجعين.
اللغة الإضافية عقل إضافي، تقول الأمثال. فيما ذهبت سوريا إلى أقصى «التعريب»، عانت دول المغرب من العكس. وطعّمت لغاتها المحكية بفرنسيات خارجة على اللغتين. ولا يزال الأثر الفرنسي أعمق وأشمل بكثير مما هو في لبنان بسبب الوجود المغاربي المستديم في فرنسا على جميع الأصعدة.
بينت التجربة الطويلة أن الدول التي اتخذت لغة إضافية عالمية فتحت مجالات علمية كبرى أمام شعوبها، كالهند مثلاً التي أصبحت من أكثر الدول تقدماً وتطوراً. أو مثل إسرائيل التي تحتل المرتبة الثانية بعد أميركا في عالم السيليكون، لكن بالإنجليزية لا بالعبرية. ثمة واقع لا مفر منه وهو أن الإنجليزية سوف تظل لغة التبادل العالمي لعقود طويلة، وليست الروسية أو الصينية، أو الإيطالية التي هي من أجمل وأبسط لغات الأرض، لكن استخدامها لا يتجاوز حدود الدولة وبعض مناطق نيويورك.
تقول الكاتبة أكيشا إن المهاتما غاندي دعا إلى رفض الإنجليزية باعتبارها لغة الاستعمار. لكن تبين أنها اللغة التي ألغت الفروقات والعصبيات أكثر من أي لغة أخرى من اللغات الرسمية الست. والآن تَسخر مراكز التواصل من النجوم الذين يخطئون على «تويتر» بكتابة الإنجليزية. كذلك يسخر العارفون من الجاهلين في حقول أخرى ويسمونها «إنجليزية - هندية».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يو سبيك إنجليش يو سبيك إنجليش



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab