عاربون مستعربون ترسم خطوط الصحاري

عاربون مستعربون: ترسم خطوط الصحاري

عاربون مستعربون: ترسم خطوط الصحاري

 العرب اليوم -

عاربون مستعربون ترسم خطوط الصحاري

بقلم - سمير عطا الله

إذا كان البريطاني «لورنس العرب» أشهر المستعربين الغربيين، فإن غرترود بيل هي أشهر المستعربات على الإطلاق. إلا أن المرأة التي درست علم الآثار في جامعة أكسفورد تركت للإمبراطورية البريطانية وللعرب آثاراً باقية وخرائط منجزة، أكثر بكثير مما ترك لورنس الحالم الأبدي، الذي خلط ما بين الإمبراطورية البريطانية، وما بين الإمبراطورية العربية، التي كانت يومها في حالةٍ من الضعف والتقهقر والفقر.

كانت بيل، إضافة إلى أنها عالمة آثار، أشهر بطلة تسلق. ولذلك انبهر الرجال بقوتها العلمية والجسدية على السواء. ويُنسب إليها أنها رسمت حدود العراق الحديث من بين الولايات العثمانية الثلاث، الموصل وبغداد والبصرة. وكتبت إلى والدها ذات يوم: «أمضيت صباحاً (جيداً) في المكتب، اليوم أرسم الحدود الصحراوية الجنوبية للعراق».

كان ذلك في 4 ديسمبر (كانون الأول) 1921. كانت الآنسة بيل تعمل إلى جانب المندوب السامي البريطاني السير برسي كوكس، الذي نرى اسمه على تغييرات كثيرة في المنطقة، أو «ثبوتات» كثيرة أيضاً. مثل الإبقاء على الجبال الكردية كحاجز ضد تركيا وروسيا. ومثلما رفع الفرنسيون شعار «تمدين الشعوب»، هكذا كتبت بيل إلى والدها ذات يوم عن ضرورة «تحضّر» العراق.

يجب ألا ننسى أن بيل تنتمي إلى عائلة أرستقراطية صناعية شديدة الثراء. غير أنها على ما يبدو، لم تكن مرغوبة في سوق الزواج. وهكذا، اتجهت إلى تعلّم اللغات والسفر، وكانت أول رحلة، وأول لغة الفارسية في إيران عام 1892، حيث كان عمها سفير بريطانيا. وفي عام 1897 درست اللغة العربية في القدس، ووضعت كتاباً عن سوريا. وفي 1914 قامت برحلة إلى الجزيرة العربية.

أعطيت بيل لقب الخاتون؛ أي السيدة الجميلة. وقد أعزاها كثيراً تقرب العراقيين منها. وكتبت إلى والدها عام 1921: «بينما كنا نسير عائدين عبر حدائق الكرادة، كان الجميع يتعرفون إليّ ويلقون عليّ التحية. وقد قال لي نوري السعيد إن أحد الأسباب التي تثير الاهتمام بك بين الناس هو أنك امرأة. هناك خاتون واحدة في العراق، وسوف يستمرون في الحديث عنكِ». غير أن السيدة الجميلة سوف تقوم بعرض للقوة عندما تحضر مناورات السلاح الجوي البريطاني وهو يقوم بغارات على الأكراد في منطقة السليمانية.

أما في داخلها، فيبدو أن المرأة القوية كانت تعاني من الاكتئاب والوحدة. برغم أنها أنجزت أحد أهم الأعمال، وهو إنشاء المتحف العراقي. ويبدو أنها كانت تتعاطى أدوية لمعالجة الكآبة. وعندما توفيت وهي في السابعة والخمسين من العمر، تبين أن ذلك كان بسبب جرعة زائدة. ولم يتضح بعد ذلك إذا كانت الجرعة مقصودة رغبةً بالانتحار، أم مجرد خطأ مميت.

دُفنت الخاتون في مدينتها الأثيرة، بغداد. واستمر «عراق غرترود بيل» من بعدها لفترة قصيرة، بدءاً من انقلاب عبد الكريم قاسم، ثم المرحلة الناصرية القليلة، وصولاً إلى «البعث»، الذي ضم الرفاق قبل أن يصبح بعث صدام حسين، ومن ثم ما أصبح عليه الآن.

إلى اللقاء...

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مستعربون ترسم خطوط الصحاري عاربون مستعربون ترسم خطوط الصحاري



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab