وداع

وداع

وداع

 العرب اليوم -

وداع

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

في نهاية كل عهد رئاسي في لبنان تقام في كل مكان منه «جردة» حسابية لما لم يتحقق، ولما أُنجز. وتوضع الخسائر والأرباح تحت عنوان واحد هو «العهد»، سواء كانت مباشرة باسم الرئيس أو حزبه ومناصريه. وفي لقاءاته الصحافية عدد الرئيس عون إنجازات في مسائل رمزية، أو بيانات كتابية مثل «قانون الانتخاب»، أو المطالبة بإعادة النازحين السوريين، أو إقامة مركز الحوار الدولي في بلد لا يلقي سياسيون التحية على بعضهم البعض. في مقابل الرمزيات، هناك حقائق ووقائع صعبة أصابت البلد ولا مسؤولية للرجل فيها. فقد تكدست الكوارث الكبرى مثل انفجار 4 أغسطس (آب)، ووباء «كورونا»، وفي اللحظات الأخيرة من ولايته انتشرت الكوليرا، وتلاشت الليرة، وطوقت البطالة والعزلة السياسية البلد. ولم يجد الرئيس من يشكره في هذه الانهيارات المتتالية سوى دولة قطر، التي قام أميرها بزيارة بيروت لساعة واحدة، حضر خلالها مؤتمراً اقتصادياً، وعاد إلى المطار تاركاً وعداً بمليار دولار مساعدات، في بلد أهدر 65 مليار دولار من أجل أن يعمم الظلام والعتمة.
المشكلة أن الدول لا تعترف بسوء الحظ سبباً أو عذراً في قيادة الدول وحماية المصير. والرئيس لا يكف عن تحميل مسؤولية التردي للآخرين والتنصل من كل مسؤولية. وهو إنكار دائم رافق الدولة منذ بداية العهد. وللأسف هذا خلل هيكلي أدى إلى كل هذه الشقوق في الوطن الواحد والدولة الواحدة.
لم تحظ وثيقة في أي مكان بمثل هذا العدد من الصور، كما حصل للورقة إياها من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين. والرئيس يضع الاتفاقية على مكتبه وهو يشرح بيده خطوط ومربعات وخلجان المنطقة الذهبية، مما يعد أهم نصر للعهد يودع به قصر بعبدا، الذي يغادره الرئيس اليوم في مهرجان من الفرح والأسى.
فهل يشعر الرئيس ومؤيدوه حقاً بالسعادة وهم يغادرون القصر الجمهوري؟ وماذا يعني المهرجان والبلد يُترك بلا رئيس، وبلا حكومة، وبلا سقف، أو قعر لليرة. يقول المثل كل أموال الدنيا لا تستطيع أن تشتري لك سيرة وماضياً. والجنرال عون كان يفضل على هذا الحشد الذي ينتهي في آخر النهار بضعة إنجازات يُذكر بها عهده بدل اتفاقية هوكستاين وحدها.
مهرجان يشبه احتفالات نهاية السنة في المدارس. زهور وبالونات ملونة ولافتات وشعارات تندد بالآخر بدل الاعتزاز بما تحقق. والآن وقد تم وداع الرئيس، سوف يبدأ البحث عن رئيس «توافقي»، لا ضعيف ولا قوي ولا معتدل. عربي الماضي، إيراني الحاضر، فرنسي الثقافة، أميركي الترسيم، روسي الدعم، برازيلي البن، سيرلانكي الشاي.
كان الحزب العوني يشكو دائماً من أنه يواجه «مؤامرة كونية» عليه. ومع ظهور مسبار «جيمس ويب» أصبح من الممكن البحث أكثر عن جذور المؤامرة على بعد 6500 سنة ضوئية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداع وداع



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab