ليست إبادة لكن ماذا

ليست إبادة لكن ماذا؟

ليست إبادة لكن ماذا؟

 العرب اليوم -

ليست إبادة لكن ماذا

بقلم - سمير عطا الله

كل مرتكب يهيئ ذريعة النفي وبنود الإنكار قبل الإقدام على أي عمل. يحسب سلفاً حساب كل شيء: بماذا سوف يُتّهم، وكيف سوف يردّ. وسوف يحول المحاكمة إلى ساحة للبراعة القانونية وإثبات البراءة.

هبّة واحدة هبّت زمرة نتنياهو في وجه المحكمة الدولية: لا إبادة جماعية في غزة. صحيح. 8 أشهر فقط من الغارات اليومية. غزة كلها على الأرض. مليونا إنسان يُشردون شمالاً وجنوباً، ثم جنوباً وشرقاً. ألوف الأطفال يرسلون إلى الأكفان بدل المدارس. كل شيء خراب ورماد. كل يوم. طوال النهار والليل. طوابير المساعدات الإنسانية تقصف أو تمنع. المستشفيات مقابر. المقابر لا تتسع. يُدفن من كان محظوظاً، وتبقى الجثث الفائضة في الطرقات. مليون بشري يفرون كل أسبوع. 600 ألف من رفح ثم إليها، في العراء والبرد، ثم في العراء والحر، وطعم الموت وطعم الرماد. عشرات مئات الآلاف. وأطفال ونساء. «الأونروا» تغلق أبوابها عاجزة تنوء تحت الجثث. جيش دفاع نتنياهو يمنع الطعام والمياه. الذين ظلوا أحياء تحت الركام يخرجون ويبحثون عن موتاهم وبقاياهم، وينضمون إلى قوافل التائهين بين الركام.

يفيق العصر الحجري كل يوم ويرى نتنياهو في مؤتمر صحافي آخر: يهدد بمزيد ممّا وعد، ويؤكد أنه سوف يجهز على رفح. ثم يُرى عائداً إلى جباليا لأنه سمع أنه لا تزال فيها آثار حياة.

أحياناً يتولى الكلام عنه، وزير دفاعه، غالانت. أحياناً بن غفير، حمامة السلام وغراب الأزمنة، وصوت العصور التي ترشح دماً ونعياً. لكن أن تظهر مجموعة نتنياهو كل هذا الغضب من تهمة الإبادة، فإن عليها قبل ذلك أن تطرح اسماً بديلاً، وبماذا تصف كل هذا الكابوس الرهيب الذي لا نهاية له؟ وأي وصف يمكن أن يعطى لعشرين هيروشيما مقسطة على ثمانية أشهر، ومحصّنة بفيتو أميركي سمج، لا وظيفة له سوى إعاقة وقف النار والإبادة بأشكالها، فردية وجماعية وكلاهما معاً.

جميع الذين أحيلوا إلى محكمة الجنايات الدولية حتى الآن، لا تقارن جرائمهم بما ارتكبه نتنياهو. لكن هذا لا يخفف أبداً من فظاعة ما ارتكبوه، ولا يمكننا أن نتجاهل ما يجري أمامنا في السودان. شعب كامل في التيه والعراء واليأس. عندما وجهت مذكرة توقيف في حق عمر البشير. كان كل أوان قد فات. حول فرسانه في دارفور إلى مسلخ بشري وبدأ مسار من الفظاعات لم يتوقف حتى اليوم. وكان يرد على كل ذلك بالرقص بالعصا. ومن يكون هذا خُلقه، يكون هذا إرثه.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست إبادة لكن ماذا ليست إبادة لكن ماذا



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 04:41 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سماع دوي انفجارات قوية في كييف

GMT 04:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا

GMT 04:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس

GMT 05:56 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عاصفة شمسية تكشف أسرارًا مدهشة حول الأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab