انتحار غامض

انتحار غامض

انتحار غامض

 العرب اليوم -

انتحار غامض

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

أعتقد أن غالبية الناس في هذه المسكونة لا تزال تعرف من هو جون كيندي. لكن، من كان سلفه ومن كان خلفه، قلة يعرفون أو يذكرون. الدراما لا تُنسى في سرعة. وعشرات الكتب لا تزال تصدر كل عام عن حياة ومقتل كيندي ولا يحمل أحد منها جواباً حول من قتل الرجل.
الغموض كفيل بإبقاء الشهرة حية. 22 عاماً مرت على غياب سعاد حسني، وإلى الآن تطرح الأسئلة كما في اليوم الأول: هل قُتلت ثم رُميت عن شرفتها في لندن؟ هل انتحرت؟ وإذا كان في الأمر جريمة، فمن قتلها؟ ولماذا؟ وهل عملت فعلاً لصلاح نصر، صاحب الاسم الشهير في عالم المخابرات؟ تميل الناس دائماً إلى تبني نظرية القتل حول مَن تحب مِن المشاهير، إذ لا يمكن لامرأة احتلت قلوبهم كل تلك السنين، أن تنتهي منتحرة ووحيدة وفقيرة ومجرد اسم عادي في تقرير الشرطة اليومي.
بطلة «خللي بالك من زوزو» لم يخللِ أحد باله عليها بعدما تركت القاهرة إلى لندن. هنا لم يكن يعرفها أحد عندما تمر في الشوارع ولم يكن أحد يركض نحوها من بعيد عندما يراها. ولا توقف أحد عند هذه السيدة الجميلة. فالكثير من جمالها كان قد غاب. والسمنة طغت على النحول الجميل. ولا أحد ياخد باله من «سوسو». والبشر نكارون للحقب الجميلة عندما تزول الملامح الساحرة وتصبح الجاذبية الطاغية مجرد ذكرى للمؤرخين.
يتساءل المرء في هذه الدراما كيف يمكن لامرأة ملأت القاهرة طوال تلك السنين أن تموت بعيدة عنها وعن النيل وعن الجماهير التي كانت تتجمع صفوفاً طويلة من أجل لمحة منها. ربما كان في شعورها اللاواعي بقايا من الإحساس بأنها غريبة عن مصر، هي تلك الفتاة الكردية السورية أن تتصدر زمن السينما في زمن المنافسات الكبرى. لم تكن أم كلثوم أخرى، ولا فاتن حمامة أخرى. فلا هي قمة في الغناء ولا قمة في التمثيل، إنما هي حضور أيضاً له رحيقه، وألق له عطره.
كانت سعاد حسني آخر الحسن الشامي الذي فتحت مصر له الأبواب. أما في وعيها المهني فقد أدركت أن لا غربة في مصر ولا غرباء. لكن ذلك هو القدر الذي حملها إلى لندن لكي تعيش نهايات العمر بعيداً عن العاصمة التي أعطتها ما لم تعطِ سواها.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار غامض انتحار غامض



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab